رحل صاحب «الابتسامة المشرقة» و«صديق الجميع».. بهذه العبارات وصف زملاء وطلاب ثانوية دار الإيمان في المدينةالمنورة زميلهم الراحل حسن أحمد عواد العوفي، الذي وافته المنية داخل المدرسة، بعد أن شرح آخر موضوع دراسي لطلابه في مادة الرياضيات للصف الثالث ثانوي. الراحل حسن العوفي في العقد الرابع من العمر سقط أمام زملائه وطلابه بعد أن أكمل الحصة الثالثة بالرغم من شعوره بإعياء أثناء تأدية الحصة الدراسية إلا أنه أصر على إنهاء شرح موضوعه في الرياضيات قبل مغادرة الصف، وتوجه بعد ذلك لغرفة المعلمين والتي اعتاد هو وزملاؤه الجلوس فيها للاسترخاء قليلا، قبل أن يعاودوا الركض التعليمي مرة أخرى. قضت «عكاظ» جزءا من أول يوم دراسي بعد رحيل المعلم حسن العوفي برفقة زملائه المعلمين وأبنائه الطلاب، بعد أن قضى معهم 11 عاما، كان فيها نموذجا رائعا للمعلم المثالي، الذي يحرص على التواجد مبكرا، ويساهم مع زملائه في تقديم خدمة تعليمية مميزة يفتخر بها كل من يعمل في مجال التعليم العام في المدينةالمنورة، كان المصاب جللا كما وصف مدير المدرسة عزام الشايع رحيل المعلم حسن العوفي، وأضاف «عاشت المدرسة يوما حزينا استذكرنا فيه المعلم الراحل صاحب الابتسامة المشرقة دوما»، وذكر الراحل لا يعرف الغياب أو التأخير، كان محبا للجميع مخلصا جادا في عمله. وأضاف الشايع لن أنسى تلك اللحظات التي أهدى فيها المدرسة لوحة جميلة عن خادم الحرمين الشريفين بعد صدور عدد من القرارات الملكية العام الماضي، حيث قال حينها «أنا أحب أبو متعب»، و«يستحق منا الكثير»، وذكر الشايع فقدناك اليوم بيننا ولكن سوف تبقى ذكراك الجميلة ومواقفك الكبيرة في قلوب الجميع، وأضاف جميع طلاب المدرسة والبالغ عددهم 520 طالبا شاركوا في تقديم واجب العزاء في معلمهم الراحل. وكيلا المدرسة بندر الأحمدي وفايز حمد الصاعدي والمرشد الطلابي حسين مبارك الصاعدي ذكروا «قضينا مع الراحل الكثير من الأوقات الجميلة داخل فناء المدرسة وخارجها، كان يحب الجميع ويقف معهم، يحترم طلابه ويحترمونه ويتابع أدق تفاصيلهم، كان يتواصل مع الجميع ويحرص على حضور جميع المناسبات الخاصة بمنسوبي المدرسة، لن ننسى لحظاته الأخيره معنا حين سقط بين أيدينا ممسكا بأدواته التعليمية، حملناه لإنقاذه، ولكن قضاء الله وقدره أراد له أن يرحل بين زملائه وطلابه في لحظات صعبة سوف تبقى في ذاكرتنا». غرفة المعلمين خالية لم يتمكن زملاء المعلم الراحل حسن العوفي من الدخول إلى الغرفة التي سقط فيها العوفي، والتي كانت تجمعهم بزميلهم الراحل، حيث الحالة الكبيرة من الحزن التي كانت تسيطر على الجميع إدارة ومعلمين وطلابا، وبدت غرفة المعلمين خالية لأول مرة من المعلمين. ينقل خبرته لمعلم مستجد لم يكن يعلم أحد المعلمين الجدد أن الحديث الذي دار بينه وبين المعلم الراحل سوف يكون آخر الكلمات التي يسمعها منه، حين كان ينقل له خبرته التعليمية ويسدي له النصائح في مجال التربية والتعليم ويحثه على العمل والانضباط، المعلم المستجد كان أكثر المتأثرين بعد أن ذكر «نقل لي خبرته في أقل من 5 دقائق». أولياء الأمور يعزون في وفاة صاحب «الابتسامة المشرقة» لوحظ توافد الكثير من أولياء الأمور إلى المدرسة لتقديم واجب العزاء في المعلم حسن العوفي والذي يعرفونه منذ قدومه للمدرسة قبل نحو 11 عاما، وسأل الكثير منهم عن مكان العزاء للتوجه برفقة أبنائهم لتقديم واجب العزاء لأسرة الراحل. كلمة وفاء قبل صلاة الظهر حرص المعلمون والطلاب على تقديم كلمة وفاء وثناء للمعلم الراحل يستذكرون فيها تلك اللحظات الجميلة التي قضاها معهم وبينهم، وتضمنت الكلمة الكثير من العبارات التي كان يحرص الراحل على إيصالها لأبنائه الطلاب، حيث كان كثيرا ما يجلس معهم ويسدي لهم النصح في كثير من الأوقات. قيادات التعليم في المدينة يعزون في وفاة المعلم العوفي تلقت إدارة المدرسة الكثير من الاتصالات من قيادات التعليم في منطقة المدينةالمنورة قدموا فيها العزاء في وفاة الراحل. وكان المعلم حسن أحمد عواد العوفي في العقد الرابع من العمر عين في وزارة التربية والتعليم عام 1416ه، وقضى في التعليم نحو 17 عاما، ووافته المنية إثر نوبة قلبية داهمته بعد أن أنهى شرح أحد مواضيع مادة الرياضيات لطلابه في الصف الثالث الثانوي في ثانوية دار الإيمان في المدينةالمنورة ونقل على إثرها للمستشفى، حيث أعلنت وفاته، وأديت عليه الصلاة في المسجد النبوي الشريف بعد عصر أمس الأول، ثم ووري جثمانه الثرى في بقيع الغرقد. وأوضح ل «عكاظ» مصدر في وزارة الخدمة المدنية أن النظام يمكن ورثة المتوفى من الحصول على مكافأة التعويض، وكامل الراتب التقاعدي إذا صدر تقرير طبي يبين أن أسباب الوفاة مجهود مضاعف وتفان أثناء تأدية العمل.