استرجع نحو 6 ملايين طالبة وطالب في مدارس المملكة الحكومية والخاصة أمس، مآثر فقيد الوطن الراحل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام يرحمه الله، داخل فصولهم عبر مرثيات شعرية وبرامج عرض حاسوبية وصور تسرد رحلة فقيد الوطن ومسيرته مع التنمية. وأوضح ولي أمر الطالب عبدالله العبدالله أن ابنه عند عودته للمنزل سرد له كيف كان المشهد في طابور الصباح عندما سمع مقاطع للراحل سلطان الخير حيث وصف المشهد ب «الباكي» وقال: «عندما عدت بابني الذي يدرس في الصف الثالث الابتدائي عندما دلف إلى السيارة قال: يا أبي لقد بكيت وبكى زملائي وجميع الطلاب في طابور الصباح عندما بث طلاب الصف السادس في الإذاعة المدرسية مقاطع من أقول بابا سلطان وألقوا أناشيد باكية». وأشار الأب إلى أن حديث ابنه عن المشهد في طابور الصباح شجع أخته التي تدرس في الصف الأول الابتدائي لتقول: «أبت لقد سمعت صوت بابا سلطان في إذاعة المدرسة في طابور الصباح وشاهدت المديرة والمعلمات يبكين فبكيت، وعندما سألتها لماذا؟ قالت: لأنني أحبه وهو الآن ذهب إلى جوار ربنا». من جهته، قال المدير العام للتربية والتعليم في محافظة جدة عبد الله بن أحمد الثقفي إن الطلاب بمختلف مراحلهم استعادوا في طابور الصباح وحصتهم الأولى سيرة الأمير الإنسان والقائد المحنك والأب الحنون سلطان بن عبد العزيز تغمده الله بواسع رحمته ، وأضاف «سطر الطلاب ملاحم من الحب والولاء لسلطان الخير الذي منح أبناءه والإنسانية صوراً مشرقة من العطاء». المعلمات والمعلمون الذين باشروا حصصهم الأولى باسترجاع سيرة الراحل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ودوره في النهضة التعليمية والوطن ككل حيث تناول المعلمات والمعلمون والطالبات والطلاب في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة مآثر الراحل سلطان الخير عبر عروض مرئية وصور فوتوغرافية ترصد مسيرة الراحل في شتى المجالات لاسيما الإنسانية منها، لكن طلاب وطالبات المرحلة الثانوية زادوا في تعبيرهم عن ما يشعرون به من حزن بكتابة بعض الكلمات والجمل في كراريسهم ثم إلقائها على زملائهم في الفصل. ووصف مدير مكتب التربية والتعليم في النسيم في جدة الدكتور عثمان السهيمي، المشهد الذي عاشته المدارس أمس ب «البكائي» وقال: «شاهدت أطفالا أكثر تأثراً بفقدانهم الراحل، كما اطلعت على كتابات لطلاب تعجبت بما سطرته أناملهم وتدفقت بها مشاعرهم، أما مدير مكتب التربية والتعليم في غرب مكةالمكرمة محمد بن مبارك الجابري، فقال: «المشهد لا يوصف ونحن نرصد تلك المشاعر من أبنائنا الطلاب» ، وأضاف «الحزن لم يكن على الطلاب الكبار فقط بل كان أكثر تأثيراً على الطلاب الصغار الذين رددوا (وداعا بابا سلطان) في مشهد أبكى الجميع». وحول المشهد داخل أروقة المدارس، قال مدير مدرسة عبدالرحمن الداخل الثانوية في جدة عايض عبدالله الشهراني ومدير متوسطة ابن هشام في جدة مرزوق المحوري إن المعلمين سخروا الحصة الأولى للاستماع إلى مآثر الراحل من أفواه الطلاب بعد أن قدم برنامج إذاعي من جماعة الإذاعة المدرسية عن الراحل وما قدمه للوطن والأمتين العربية والإسلامية وقالا: «تضمن البرنامج المعد في الحصة الأولى إلقاء المعلم سيرة الأمير سلطان بن عبدالعزيز وإنجازاته ليدع المجال للطلاب للتعبير الحر عن مآثر الراحل، أما مديرة (المدرسة السبعون) الابتدائية سميرة علي الحضرمي فقالت: «برنامج المدرسة تنوع بين عبارات العزاء وإلقاء الكلمات الرثائية»، وأضافت «الجميع وقف في طابور الصباح داعين للراحل بالمغفرة والرحمة».