ذكريات ماضي الآباء والأجداد وما كانوا عليه من بساطة وقناعة بما كتب الله لهم في دنياهم وما كان بينهم من حب واحترام، فالناس لم يتعودوا من قبل على وسائل النقل الحديثة في سفرهم والتنقل بين القرى، كان الناس يقطعون المسافات سيرا على الأقدام أو باستخدام الدواب وكلنا نعرف كيف كانت، فكان الشيء المتعارف عليه وما هو دارج أن فلانا يبي يسند إلى ينبع النخل أو فلانا يبي يحدر إلى ينبع البحر، فإذا سند أهالي ينبع البحر أخذوا معهم الأسماك المجففة وصواني السمك المشوي، وإذا حدروا من هناك معهم الرطب والليمون والليم والخضروات وهي ما تنتجه ينبع النخل وقراها، ولأن عيون ينبع النخل الجارية اندثرت وهذا يعني اندثار تلك المعالم فالعودة إلى ما يذكرنا بذلك الماضي لها مردودها الإيجابي على الجميع، والمفهوم الحقيقي للتسنيدة التي يقيمونها كل عام للعودة الفعلية لماضي الآباء والأجداد يجب أن لاتندرج هذه التسنيدة تحت مسمى الرياضة أو أي نشاط آخر وأن يكون المشاركون بها من أبناء هذا الوطن فقط، لأننا نريد أن يعلم الجميع بما سار عليه الآباء والأجداد ومدى معاناتهم دون اعتماد على أية وسيلة نقل، أيضا ما كانوا يتعرضون له من عطش بسبب السير في تلك الحقبة المنصرمة ما دفع الميسورين إلى إحداث مواقع للشرب تعرف ب (السبيل) وهي منتشرة في طريق ينبع النخل ينبع البحر ومعالمها موجودة حتى الآن.