السينما أداة تأثير فاعلة وإيجابية لتطوير المجتمعات، لتقديم ما هو راق، كما أنها تعد وسيلة مهمة من وسائل الاتصال التي يمكن استخدامها لتوضيح، وتفسير التفاعلات، والعلاقات المتغيرة داخل كيان المجتمعات ضمن مجالات كثيرة ومتعددة، وبوسائل متنوعة. وقد دخلت السينما السعودية مواقع التواصل الاجتماعي، فقدم فيلم (مونوبولي) للمخرج بدر الحمود على قنوات اليوتيوب وشاهده أكثر من مليوني مشاهد. فيما حضرت المملكة في المهرجانات الدولية فشاركت في أكثر من 13 مهرجانا عربيا وخليجيا ودوليا، منها مهرجان الأفلام الآسيوية الرابع بجدة، مهرجان (مالمو) للأفلام العربية، مهرجان (وهران) للفيلم العربي بالجزائر، مهرجان (جدة) للأفلام الأوروبية الخامس، مهرجان (الخليج السينمائي)، مهرجان (الأفلام العربية) بروتردام، مهرجان (بوسطن آندرجراند) للافلام، مهرجان (بغداد) السينمائي، مهرجان (أبوظبي) السينمائي، مهرجان (ترابيكا) الدوحة السينمائي، مهرجان (دبي) السينمائي، المهرجان (اللبناني الدولي) للسينما و(مهرجان جرين باي) للأفلام. فيما تشير آخر الإحصائيات إلى أن الإنتاج السينمائي السعودي للعام 2011م بلغ ما يقارب (22) فيلما سعوديا، تضاف إلى القائمة السابقة خلال الأعوام الماضية التي بلغ مجموعها (208) أفلام سعودية تنوعت في فئاتها ومضمونها ليصبح الإنتاج السينمائي السعودي بنهاية العام 2011 قد بلغ 230 فيلما سعوديا. وتصنف جميع الأفلام السعودية لعام 2011م بالأفلام القصيرة والوثائقية والرسوم المتحركة ما عدا فيلما روائيا طويلا هو فيلم (المؤسسة) للمخرج الشاب فهمي فرحات. في حين يعتبر أن الإنتاج السينمائي السعودي قد تقلص بنسبه 38% عن إنتاج عام 2010م إذ شهد إنتاج 35 فيلما وانخفض بنسبه 65% عن عام 2009م الذي شهد إنتاج 62 فيلما. كما حظي الفيلم السعودي باهتمام في ملتقى المثقفين السعوديين الثاني الذي الذي أقيم مؤخرا في الرياض، حيث قدم في هذه المناسبة المهمة العديد من العروض السينمائية منها فيلما و(ظلال الصمت) و(الرحالة ابن بطوطة). إلا أننا أمام المؤشرات نجد مستوى الإنجازات التي تحققت في العام الماضي كان أكثر وضوحا، ولعل السبب في ذلك يعود إلى ضعف التمويل المادي والافتقار إلى الأدوات السينمائية المهمة ينعكس على سلبا على استمرار الدفق السينمائي السعودي. إن ما يميز الأفلام السعودية في العامين الماضيين هي أنها أكثر تنوعا في تناول القضايا الاجتماعية وطرح رؤية متنوعة للحياة في عدد من المناطق، حيث يطفح البعد الإنساني على معظم الأعمال، ولعل عدم وجود صالات عرض سينمائية في المملكة أسهم في جعل الجمهور فضوليا في متابعة ما يقدم من أعمال سعودية عبر شبكات الإنترنت ومواقع التواصل تحديدا. إلا أن العوائق التي تسهم في إعاقة التقدم السينمائي السعودي هو عدم تفرغ السينمائيين هو العائق الأكبر، فكل تجارب هي مجرد اجتهادات فردية يقوم بصناعتها شباب أحبوا السينما واجتهدوا لتقديم أفكارهم ورؤيتهم. كما أن عدم وجو كوادر سينمائية ومتخصصين في أي من مجالات السينما، يسهم في ضيق أفق المخرجين السعوديين، ويجعلهم مقيدين تماما، ومعتمدين على مساحات الاجتهاد والابتكار، إلا أن ما حققه المخرج السعودي الشاب عبدالله آل عياف، الذي لفت الأنظار إليه بأفلامه التي تحمل هما تعبيريا وبوحا جماليا خاصا. وخصوصا بعد فوز فيلمه الأخير (عايش) في مهرجان الخليج السينمائي دبي، هو نموذج لما يمكن أن تقدمه السينما السعودية من نجاحات اعتمادا على الفردية الناضجة، التي تطمح إلى إيجاد مساحات جيدة لها في خارج نطاق الحدود.