النقد له طرقه وأشكاله وأنواعه ومسبباته ، كلنا يعرف النقد البناء والذي يسعى الناقد فيه إلى تنبيه المنقود في أمر ما ، فهذه صفة حميدة يشكر صاحبها عليها لأنه حمل همّ الغير ويحب الخير لهم ، يسعى إلى الإيجابية والإصلاح أياً كان مجاله ، وصاحب هذه الصفة إنما هو عنصر من عناصر البناء في المجتمع وأثره يكون واضحاً في مجتمعه . ولكن قد تتحول هذه الصفة الحميدة إلى وسيلة مزعجة يزعج فيها الناقد من حوله إذا تحول النقد إلى صفة يتصف بها المرء ، فينقد كل صغيرة وكبيرة وفي كل شاردة وواردة ، وربما نجده يتلذذ بنقد الآخرين ، حتى وإن كان نقده بناءً فكثرة النقد صفة لا تطاق وصاحبها يملّه الآخرون ويتحاشون مجالسته ومصاحبته ، وربما تنم هذه الصفة عن صفة أخرى قد يتصف بها هذا الناقد ألا وهي صفة الكبر والعياذ بالله ، فإن أكثر الناقد من نقده فلربما يصل إلى هذه المرحلة حينها تكون المشكلة أعظم ، ويكون الداء عضالاً قد يستعصى برؤه . أيها الناقد ، أنقد نقداً بناءً ، وليكن في حدود الذوق العام ، وألا تكثر من نقدك ، فانقد ما لابد من نقده واترك غير ذلك للأيام تنقدها . فيصل ماجد السليمي - المدينة المنورة