صحيح أن الفيتو (الروسي الصيني) ضد الخطة العربية حول سوريا نجح «مرحليا» في تخفيف الخناق على نظام الأسد، إلا أنه لم يثن الإرادة الدولية والمجموعة العربية على وجه الخصوص عن إيجاد بدائل لقرار إدانة من مجلس الأمن، والدليل على ذلك إجماع 137 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة على الخطة العربية لتنحي الأسد وإدانة المجازر في المدن السورية، لكن هذا ليس نهاية المطاف، إذ ما زال الهدف الأساس من الحراك الدولي «أعرج» ما لم توقف الأعمال العسكرية وإنقاذ الشعب السوري. يبدو أن أفق الحل السياسي للأزمة السورية بات شبه معدوم، وهو ما نستشفه من نقطتين هما حجر الأساس في المشهد السوري، الأولى قرار النظام اعتماد الحل العسكري والتصعيد ضد حمص، وهي رسالة من النظام للشعب تحمل معاني «تأديبية» وانتقامية، ولا ننسى أن هذا جاء بعد يوم واحد من مغادرة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف دمشق، والنقطة الثانية قتال موسكو الدبلوماسي في مواجهة الدول الغربية. وأمام هذه المعادلة يطل مؤتمر «أصدقاء سوريا» في تونس 24 الشهر الجاري، مدعوما بروح معنوية عالية من الجمعية العامة. فالجديد في هذا المؤتمر، أنه ينعقد وسط رغبة دولية جادة لمساعدة المعارضة السورية وربما الاعتراف، فضلا عن قرار المجلس الوطني السوري تمويل الجيش السوري الحر وتشكيل لجان عسكرية تشرف على هذا الجيش تقنيا وماديا، وجمعة أطلقت عليها المعارضة اسم جمعة «المقاومة الشعبية».