وسع جيش النظام السوري أمس عملياته العسكرية في المدن كافة، بعد يوم واحد من إعلان الإصلاحات الدستورية، لتشمل البوكمال شرقا ودرعا في الجنوب وإدلب في الشمال، مع استمرار عمليات القصف والحصار على مدينة حمص، عاصمة الثورة. وأعلنت لجان التنسيق المحلية مقتل 70 مدنيا على الأقل بينهم 40 على الأقل في إدلب، في حين أفاد ناشطون سوريون أن مدينة درعا البلد، تتعرض منذ ساعات الصباح الأولى لعمليات قصف وإطلاق نار كثيف، في محاولة للقضاء على جنود منشقين في المدينة. وأبدى المرصد السوري لحقوق الإنسان تخوفه أمس، من أن تكون القوات النظامية قد ارتكبت «مجزرة لم تتضح معالمها» في بلدة سحم في درعا، مطالبا «بالكشف الفوري» عن مصير عشرات المواطنين المحاصرين في هذه البلدة. بينما اشتد القصف في حمص وتأزم الوضع الإنساني، واقتحمت الدبابات والمدرعات قرية الحسرات في البوكمال. يأتي ذلك بالتزامن مع دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للسلطات السورية إلى الكف عن قتل المدنيين، مرجحا ارتكابها جرائم ضد الإنسانية في البلاد. وقال مون بعد اجتماع مع الرئيس النمساوي هاينز فيشر أمس: «نرى أحياء تقصف بصورة عشوائية ومستشفيات تستخدم كمراكز تعذيب، وأطفالا لا تزيد أعمارهم على عشرة أعوام يسجنون ويعتدى عليهم. نرى تقريبا جرائم محددة ضد الإنسانية»، . واعتقلت الأجهزة الأمنية ظهر أمس، 14 ناشطا بينهم الإعلامي مازن درويش والمدونة رزان غزاوي في مكتب درويش في دمشق، وفقا لناشط حقوقي. في حين، أعلن مدير المدرسة العسكرية الجوية العميد ركن فايز عمرو عن انشقاقه عن جيش النظام السوري، وتلا بيانا أكد فيه تبرؤه مما وصفه ب «الجيش البربري الهمجي» مبينا أن قوات الأسد استخدمت أسلحة محرمة وغازات لقمع الثوار، بينما احتشد متظاهرون ظهر أمس، أمام مبنى السفارة الإيرانية في دمشق مرددين هتافات معارضة للنظام ومؤيدة للجيش السوري الحر. إلى ذلك، دعا ناشطون أمس، إلى تظاهرات كثيفة اليوم، تحت شعار «جمعة المقاومة الشعبية، بداية مرحلة».