العقوق نقطة سوداء في جسد أمة محافظة فالابن يقتل والده ،وآخر يسدد طعنات غادرة لظهر والدته ، وثالث يكتم الأنفاس ،ورابع يطلق النار ،وخامس يضرب ضرباً مبرحا، وسادس يسكب الوقود ،وسابع يهم برمي والده ووالدته على أقرب رصيف وغيرهم كثير ، تلك هي الصور المأساوية التي توالت على جسد المجتمع المحافظ فلم تعد تقتصر على منطقة ما ، جريمة العقوق جريمة إنسانية بحتة تتمحور أسبابها ودوافعها حول تربية الأبناء الماضية حيث إن ما تشربه كل ابن من تلك التربية الماضية قد أثرت على حقوق رعاية والده ووالدته، فإذا كانت التربية سلبية فالنتائج سوف تكون مخيبة للأمل وسوف تلقي بظلالها السوداء على واقع حياتنا الحالية ،عندما تضعف النواحي الدينية في نفوس الأبناء فذلك الضعف يولد شرارة تحرق الأخضر واليابس ويسهم ذلك الضعف في تخلي كل ابن عن والده ووالدته عبر ممارسة شتى أنواع العقوق ، في أغلب الأحيان تعتبر قضية العقوق قضية شائكة لم تستطع الجهات القضائية والأمنية إيجاد حلول جذرية مناسبة لها، سواء كتابة التعهدات على الأبناء والتهديد بالعقاب الرادع في حال تكرار مثل تلك التجاوزات ،فيذعن أولئك الأبناء برهة من الزمن ثم يثورون ثورة بركان لا يرحم ، عندما يقصر بعض الآباء في حقوق أبنائهم المادية فذلك التقصير قد يدفع بعضهم إلى ارتكاب جرائم السرقة لتوفير مطالبهم المالية وقد يجر آخرين لبراثن الإدمان وتعاطي المخدرات عندها يصبح أولئك الأبناء عرضة دائمة لتشرب فنون الجريمة والقتل من أجل توفير ثمن ذلك التعاطي ، يعتبر بعض كبار السن جمع المال وكنزه ورصه ريالا فوق ريال سوف يسهم في تطويع وتسيير وإخضاع أبنائهم لخدمتهم وطاعة أوامرهم دون الوفاء بمتطلبات أولئك الأبناء المادية .وفي حالات عديدة قد يتخلى بعض الأبناء عن آبائهم وأمهاتهم تحت تأثير ضغوطات الزوجة ورغبتها في العيش وحيدة مستقلة وفي بيتها الشرعي فيسارع بعض ضعاف النفوس إلى التخلي عن والديه إرضاء للزوجة دون وجود رحمة في قلبه ولا حتى إنسانية تحرك الجوانب الدينية داخل قلبه ، لكن لايمكن بأية حالة من الأحوال إنكار جهود نسبة عالية من الأبناء وما يقدمونه لوالديهم خوفا وخشية من عقاب خالقهم ورداً للمعروف الذي قدمه ذلك الوالدان . علي عايض عسيري - أبها