النزاع الدولي الذي دارت وتيرته في أروقة الأممالمتحدة وما زالت تداعياته مؤلمة حيال الحالة السورية المتأزمة؛ هو نزاع مصالح دولية أفشلت القرار الذي تقدمت به جامعة الدول العربية مستخدمة روسيا والصين (الفيتو) ضد القرار العربيِ- الغربي؛ التي وصفته مندوبة الولاياتالمتحدةالأمريكية لدى مجلس الأمن بأنه يدعو إلى(الاشمئزاز) لأن القرار لم يدن النظام السوري الفاشي لإيقافه عن إبادة شعبه، وهو ما كان انتصارا له. وأقول أن ما قدمته جامعة الدول العربية هو مشروع لا بأس به ومطلب لاشك أنه عادل في المطالبة بتنحي الرئيس الأسد تدريجيا لتسلم نائبه الشرع للسلطة؛ لترتيب البيت السوري، فليس غريبا أن تستخدم روسيا والصين (الفيتو) لإجهاض المطلب العربي- الغربي؛ لتأتي تلك الطمأنة السعودية بأن الفيتو الروسي والصيني ليس آخر المطاف فكان ذلك بمثابة بارقة أمل نحو حلحلة المعضلة السورية وفق بيان مجلس الوزراء السعودي الأخير. وحينما لوح بنقل الملف لهيئة الأممالمتحدة تحركت روسيا بتحريك قطع من أسطولها الحربي للتمركز في البحر الأبيض المتوسط بميناء طرطوس السورية قبيل صدور (الفيتو) كاستعراض عضلات للقوة والتي ستضمر هذه العضلات متى وافقت أمريكا على الطلب الروسي الخفي. الشيء الذي لا يمكن أن توافق عليه أمريكا ليس لأجل حماية سوريا وإنما لحماية الأمن القومي الأمريكي والهيمنة الأمريكية.. أما الدور الصيني وإن شكل أخيرا حلفا مع روسيا فمعنى ذلك أنهما يشكلان حلفا شرق أوسطيا فيما لو تم صياغة جديدة للشرق الأوسط. فمن هنا ليس للصين مصلحة في سوريا؛ فمصلحتها في القرن الإفريقي. فبكين لها حرب خفية مع واشنطن حيال تصدير النفط مابين جوبا والخرطوم وفق ما أعلنه المعارض السوداني- ديفيد يشان- فما ركوب الصين موجة استخدام حق الفيتو إلا نكاية بأمريكا وحلفائها. ولأن الاثنتين -أي روسيا والصين- هما ممن يزودان إيران في وقودها النووي فكل شيء بثمن. فليس في السياسة مجاملات.. لذلك وجد النظام السوري في حلفائه الثلاثة روسيا والصين وإيران من يحمي ظهره لإبادة شعبه في غياب الشرعية الدولية!! للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 263 مسافة ثم الرسالة