أكدت مصادر عربية في القاهرة أن الدول العربية فقدت الأمل في أي تعامل مع نظام الأسد، واعتبرت أن حديثه عن أية إصلاحات سياسية أو إعداد دستور جديد لا تعدو أن تكون فصلا جديدا من فصول المراوغة، خاصة بعد إعلانه اختياره الحسم الأمني، وقمع معارضيه أيا كان الثمن. وقالت المصادر العربية في تصريحات ل«عكاظ» إنه لا جدوى من أية قرارات عربية تصدر بشأن الأزمة السورية ما لم تدخل حيز التنفيذ، بما في ذلك القرار الصادر عن اجتماع مجلس الجامعة. وقالت إن البديل الوحيد لوضع حل لهذه الأزمة بات يتمثل بالحل العسكري سواء عبر انقلاب من داخل الجيش وإطاحة الأسد، أو عبر عمل عسكري خارجي التي قالت إنها لا تستبعد حدوثه في حال استمرار الوضع في سورية استمرار عمليات القتل والإبادة. وكشفت المصادر أيضا عن أن الدول العربية عاقدة العزم على الاعتراف بالمجلس الوطني كبديل لنظام الأسد، غير أنها تنتظر خطوة من جانب المعارضة بحيث يتم توحيد صفوفها تحت مظلة واحدة ، وأن تتم إزالة كافة التباينات بينها. وفي واشنطن وصفت الادارة الأمريكية اعلان النظام السوري عن استفتاء حول مشروع الدستور الجديد بأنه «مثير للسخرية». وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني للصحافيين على متن طائرة الرئاسة الامريكية حيث كان الرئيس باراك أوباما في طريقه الى ويسكونسن «انها سخرية من الثورة السورية». وأضاف «وعود الاصلاح أعقبتها دائما زيادة في الوحشية ولم يف هذا النظام بها منذ بدء المظاهرات السلمية». وتابع «أيام نظام الأسد باتت معدودة». من جهتها، أعلنت فرنسا أمس أنها تريد من مجلس الأمن الدولي اقامة ممرات انسانية في سوريا لتخفيف معاناة المدنيين. وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه ان فكرة الممرات الانسانية التي اقترحتها بلاده من قبل للسماح بوصول المنظمات غير الحكومية الى مناطق تشهد مذابح فاضحة ينبغي ان تناقش في مجلس الامن، لكنه استبعد أي تدخل عسكري مباشر. واعتبر وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرسي في جلسة استماع أمام لجنتي الشؤون الخارجية في مجلسي البرلمان أنه لا توجد شروط للتدخل العسكري في سوريا. بيد أنه أضاف قائلا «إننا بحاجة إلى حل سياسي، ونحث الروس على تبني مواقف بناءة». وقال نائب وزير الخارجية الصيني كوي تيانكاي «اننا نتابع الوضع في سوريا عن قرب ونامل التمكن من وقف العنف فورا». واضاف «نأمل أن تتمكن سوريا من اجراء حوار مفتوح للجميع.