هاجمت القوات الحكومية السورية حماة وحمص معقلي المعارضة أمس الأربعاء، كما داهمت منطقة بدمشق، فيما تمثل أقرب عملية عسكرية من مركز العاصمة منذ اندلاع الانتفاضة ضد حكم الرئيس بشار الأسد قبل 11 شهرا. وقتل عشرون شخصا بينهم تسعة مدنيين في اشتباكات جرت أمس الأول بين الجيش السوري ومجموعة منشقة عنه في ريف حلب، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وتعرّض أنبوب للنفط في حمص للقصف، وذكر ناشطون أن القوات السورية هي من قصفته بالطيران الحربي، إلا أن مصدرا رسميا سوريا اتّهم «مجموعات إرهابية مسلحة» بتفجير الأنبوب الذي يمد دمشق والمنطقة الجنوبية بالمازوت. وطلبت منظمتا العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش في رسالة مشتركة أمس من 193 بلدا عضوا في الجمعية العامة للامم المتحدة تبني «قرار قوي» يندد بأعمال القمع في سوريا. ومن المقرر اجراء تصويت اليوم الخميس في الجمعية العامة حول قرار يطلب من النظام السوري وقف العنف ضد المدنيين.وفيما أعرب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلى عن قلقه الشديد إزاء الوضع الإنساني المتردي للشعب السوري في الداخل وأوضاع اللاجئين في دول الجوار، طالبا من الإدارة الإنسانية بمنظمته إعداد برنامج إنساني عاجل لمواجهة الأوضاع هناك. كشف وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس عن أن بلاده بدأت التفاوض على قرار جديد لمجلس الأمن بشأن سوريا مع روسيا وتريد بحث إقامة «ممرات إنسانية» في سوريا.واعرب عدد من المسؤولين الاميركيين عن قلق واشنطن بشان مصير مخزونات الاسلحة الكيميائية والاف الصواريخ المحمولة على الكتف التي يعتقد ان سوريا تمتلكها، في حال سقوط النظام السوري. وصرح عدد من مسؤولي وزارة الخارجية الاميركية للصحافيين ان الولاياتالمتحدة تعتقد كذلك ان روسيا وايران تنقلان اسلحة تقليدية الى نظام الرئيس بشار الاسد لمساعدته على قمع المناهضين للنظام. وقال توماس كنتريمان مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الامن الدولي وعدم انتشار الاسلحة ان «سوريا تشبه ليبيا في عدة اوجه، الا ان الوضع فيها اصعب بكثير». وبين كنتريمان الذي يتولى مكتبه كذلك المسؤولية عن شؤون ليبيا، ان مخزونات الاسلحة الكيميائية الليبية تم تامينها حاليا. واضاف «نحن على علم ببرنامج سوريا للاسلحة الكيميائية. فسوريا هي من دول العالم القليلة التي لم توقع على اتفاق الاسلحة الكيميائية». إلى ذلك، قال شهود إن قوات خاصة مدعومة بناقلات الجند المدرعة أقامت حواجز في الشوارع الرئيسية بحي البرزة في دمشق وفتشت منازل وقامت باعتقالات.وقال سكان: إن القوات تبحث عن نشطاء من المعارضة وأعضاء بالجيش السوري الحرّ الذي يوفر حماية مسلحة للاحتجاجات على الأسد بالمنطقة. وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه: إن فرنسا بدأت التفاوض على قرار جديد لمجلس الأمن بشأن سوريا مع روسيا وتريد بحث إقامة «ممرات إنسانية» لتخفيف معاناة المدنيين المحاصرين وسط الأحداث العنيفة. وأضاف: «يجب أن يبحث مجلس الأمن فكرة إقامة ممرات إنسانية والتي اقترحتها من قبل للسماح للمنظمات غير الحكومية بالوصول إلى المناطق التي تجري بها مذابح مخزية». وأوضح أن الجمعية العامة للأمم المتحدة ستصوّت على قرار «رمزي» اليوم الخميس سيزيد الضغط على حكومة دمشق التي وصف حملتها على المعارضة بأنها جريمة ضد الإنسانية.واستخدمت الصين وروسيا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في الرابع من فبراير شباط كان سيدعو الأسد للتنحي. من جهة أخرى أعلنت دمشق أمس الأربعاء أن استفتاء سينظّم في السادس والعشرين من فبراير؛ للتصويت على مشروع الدستور الجديد في سوريا تمهيدًا لاقراره. ووصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المشروع بأنه «موضع ترحيب» و»خطوة الى الأمام، معتبرا محاولة عزل الرئيس السوري بشار الاسد «خطأ». وكان المجلس الوطني السوري (المعارض)، أعلن رفضه مسبقا للدستور الجديد وكل مزاعم الإصلاح التي يتبجح بها النظام السوري. من جهته، وصف البيت الابيض اعلان النظام السوري عن استفتاء حول مشروع الدستور الجديد بانه «مثير للسخرية». وقال المتحدث باسم الرئيس الاميركي باراك اوباما «الامر فعلا مثير للسخرية». وتابع جاي كارني «انه يسخر من الثورة السورية» وذلك في حديث مع الصحافيين على متن الطائرة الرئاسية التي نقلت اوباما الى ميلووكي (ويسكونسن، شمال). وتابع كارني «ان الوعود بالاصلاح عادة ما تلاها تصعيد للعنف ولم يطبقها هذا النظام منذ انطلاق التظاهرات السلمية في سوريا».