قال الله سبحانه وتعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهِم) «سورة الرعد : الآية 11». فكان بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من جاء بمبدأ التغير وفي عصرنا الحاضر صنف العديد من علماء الإدارة والدين والاجتماع التغير إلى عدة أصناف منها على سبيل المثال لا الحصر التغير السلبي والتغير الأيجابي. وفي سياق هذا المقصود هو التغير الإيجابي، الذي يهدف إلى التطوير والتحسين في الأنشطة القولية أو العملية المختلفة التي تؤدي إلى جعل الواقع يختلف عن الوضع المعتاد ومن واقع نعيشه إلى حال ننشده. فسبحان الله الذي جعل التغير سنة كونية يجب أن تتم ومكن الإنسان منها، فهو المعني في الآية الكريمة بإجراء تطبيق مبدأ التغير. إن أمثلة نجاح هذا المبدأ في مجتمعنا السعودي متعددة وخاصة العملية منها، والذي انتهجته العديد من المؤسسات سواء الحكومية منها أو الأهلية، وأثبت هذا التغير قوة القائمين على إدارته بدراسة وحنكة وموضوعية، لتحقيق أهداف منظماتهم ومؤسساتهم، وإشباع طموحات عملائهم أينما كانوا. إن آخر ما أنجز لإثبات نجاح العمل من خلال تطبيق هذا المبدأ، ما بادرت به صحيفة عكاظ يوم السبت 05 / 03 / 1433ه بخروجها لنا بحلة جديدة، وفكر مغاير بإنتاج صحفي جذاب وممتع، أقل ما فيه، كسر عامل الملل عند القراء، مع فتح قنوات جديدة للتواصل وتوصيل الخبر والمعلومة، وتحقيق أهداف المادة الإعلامية المعدة بها. وهذا يدعونا إلى أخذ مبادرتها هذه كمنهجية عمل، وتجديد الولاء لمبدأ التغير، والثقة بالنفس بالقدرة لمواجهة أي نشاط إجتماعي متعثر أو مخفق في إنجازاته وتطلعات من يعنيهم هذا النشاط. وأن نثابر ونعمل على تطبيق مبدأ التغير والتجديد من أجل التطوير سواء كان في الإجراءات أو المعاملات أو التنظيم .. أو غيرها من الأنشطة القولية أو العملية، واستغلال ما أتاحه الله لنا من تطور علمي وتكنولوجي .. وغير ذلك من الوسائل التي تخدم وتحقق طموحات المجتمع، فلن يتغير ما نحن فيه مالم نقم نحن بذلك التغير في إطار من التقوى وإخلاص النية في العمل، ليبارك الله سبحانه وتعالى .. في عملنا ومالنا وعافيتنا، ونحقق بذلك منظور القوة الحق. عادل محمد زواوي (ينبع)