لكل مجتمع أولويات رئيسة، واحتياجات حيوية، تحدد برامجه الطموحة، ومشاريعه الاستراتيجية، وخطابه الرئيس؛ وفق المتطلبات والاحتياجات المجتمعية، وعلى ضوء ذلك تتشكل الهياكل، وبرامج العمل، وإيقاع الأداء العام، بل ويتشكل المشروع العام للمجتمع، اقتصاديا وحضاريا. فالعديد من الدول والمجتمعات العربية والأجنبية، قدمت المشروع الاقتصادي والتنموي، كأولوية في الانشغال الاجتماعي والسياسي، والانخراط في بناء الوطن والارتقاء به، فالاستقرار المجتمعي يعتمد الرفاه الاقتصادي محركا رئيسا، لجهة خفض نسبة البطالة، ومكافحة الفقر، وتوفير السكن، وخلق الوظائف بنسبة سنوية تتفق وتزايد طالبي العمل، وكذلك إيجاد نظام للتأمين الصحي عصري ومتقدم، مع شبكة آمنة للضمان الاجتماعي والتقاعدي؛ بمعنى الانشغال بالملفات اللازمة لبناء الأوطان والإنسان وضمان استقرارهما، وعدم السقوط في الهوامش الاجتماعية، على حساب القضايا الوطنية الكبرى. فاللافت في مضمون ومنطوق الخطاب الإعلامي الراهن على كافة منصاته المختلفة، هو سيادة خطاب التصنيف بالمعنى الفكري والاجتماعي والمناطقي، والانشغال في تفاصيل المجتمع وقضايا المرأة، وبروز خطاب نقدي حاد لواقع المجتمع والتحديات التي يشهدها، ولاسيما في حقل الاقتصاد الاجتماعي، والحياة العامة. إن تقدير أولويات المجتمع، والمساهمة في معالجة المشكلات القائمة، والتحديات الراهنة، تقع على كافة مكونات وشرائح المجتمع، لضمان استمرار الازدهار الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي، خاصة مع اتساع شريحة الشباب السعودي، الذي يشكل العمود الفقري للمجتمع، وما يتطلبه هذا القطاع من احتياجات اقتصادية ونفسية واجتماعية، ما يعني أهمية أن يكون هناك خطاب جديد قادر على محاكاة قطاعات المجتمع الحيوية، من خلال ملامسة همومه، واحتياجاته ومتطلباته، برؤية مستقبلية متفائلة وذكية، وهذا يستدعي مراجعة أولويات الخطاب، والموضوعات، ومعرفة متطلبات المجتمع وأولوياته واحتياجاته، وإدراك حجم المتغيرات التي يشهدها المجتمع. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 166 مسافة ثم الرسالة