أكد القنصل العام المصري في جدة السفير علي العشيري في حواره ل «عكاظ» أن مشكلة تخلف المعتمرين المصريين في المملكة بعد أداء شعائر العمرة تراجعت بنسبة تصل إلى 90 في المائة خلال السنوات الأخيرة وقال في حديث خاص ل «عكاظ» إن الجهود المشتركة نجحت في تقليص أعداد المتخلفين عن السفر من المملكة بعد أداء .مناسك العمرة، من أكثر من 20 ألف مصري إلى حوالى 2000 شخص حاليا. وأضاف أن القنصلية تلقت في عام 2011م 700 شكوى لمصريين يعملون في المملكة من كفلائهم، وأن القنصلية نجحت في حل 500 مشكلة منها بالطرق الودية عبر الحوار مع الكفلاء ..وتطرق الحوار إلى تفاصيل وقضايا تهم أبناء الجالية المصرية كقضايا التعليم والسياحة والإقامة والعمل وغيرها :فإلى ما دار في الحوار: • ما رؤيتكم لسمات الجالية المصرية في المنطقة الغربية على وجه الخصوص، والجالية المصرية في المملكة بشكل عام، مقارنة بسمات الجاليات المصرية في الدول الأخرى التي خدمت بها؟ • لابد أن نتحدث في البداية عن العلاقات المصرية السعودية بصفة عامة، فهي علاقات متميزة وتاريخية تتمتع بدرجة عالية من الخصوصية. والتشاور بين قيادتي البلدين دائم ومستمر لخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية. وهناك حرص دائم على تعزيز تلك العلاقات في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، باعتبار أن البلدين قلب الوطن العربي. وتمثل الجالية المصرية والتواجد المصري في المملكة والتواجد السعودي في مصر أحد أهم أبعاد هذه العلاقات، لأن هناك خصوصية أيضا في هذا، فالجالية المصرية في المملكة أكبر جالية مصرية في العالم من حيث العدد، إذ يتجاوز عددهم مليون مصري، وكذلك الجالية السعودية في مصير هي أكبر جالية سعودية في العالم، فهناك ما يقارب ال 700 ألف سعودي يقيمون في مصر بشكل دائم، وحركة التنقل والسياحة والسفر بين البلدين تعد أكبر حركة بين بلدين، والتواصل أيضا عبر البر والبحر والجو هو أعلى حركة من حيث الكفاءة والتواصل بين الشعبين، وهذا يمثل بعدا مهما جديدا في هذه العلاقة. هذا بالإضافة إلى أن المنطقة الجنوبية والغربية من المملكة لها خصوصية النسب والمصاهرة، وهو ما يضيف بعدا جديدا للخصوصية في علاقات البلدين، وعلى مدى ثلاث سنوات عملت فيها في المملكة لم أجد أسرة سعودية في المنطقة الجنوبية والغربية لا تربطها علاقة نسب ومصاهرة مع أسر مصرية، وهذا ما يجعلنا نؤكد على هذه الخصوصية. إن متابعة الإخوة السعوديين لما يجري في مصر تجعلنا نشعر أنهم لا يقلون اهتماما بمصر كالمصريين أنفسهم، فالجميع يهمه أن تستقر الأوضاع في مصر والمنطقة، لأن الاستقرار في مصر هو استقرار للمنطقة ككل، لأن البلدين يهمهما في النهاية استقرار المنطقة، وهذا ما يجعلنا ننتقل إلى الحديث عن الجالية المصرية في المملكة. • ما أبرز المشكلات التي تواجه المصريين العاملين في المنطقة الغربية من المملكة، وهل تتشابه مع المشكلات التي تواجه الجاليات المصرية في الدول التي عملت بها من قبل؟ وما مدى تعاون الجهات المختلفة في المملكة في حل تلك المشكلات؟ • بداية أؤكد أننا نحرص دائما على حل ما يواجهنا من مشكلات بالطرق الودية، وعدم تصعيد المشكلات، ونجحنا بالفعل في حل الكثير من المشكلات العمالية بشكل مرض. وإذا رجعنا لسجلات القنصلية عام 2011م نجد أننا تلقينا نحو 700 شكوى من مواطنين مصريين يعملون في المنطقة الغربية التي تمثل دائرة اختصاص القنصلية إلى جانب منطقتي مكةالمكرمة والمدينة المنورة، ومناطق تبوك والباحة وعسير وجازان ونجران، وأن هذا العدد من الشكاوى زاد بنسبة 44 في المائة عما كان عليه الحال في عام 2010م، والسبب في هذه الزيادة يعود إلى ارتفاع سقف التوقعات لدى المواطن المصري. وقد نجحنا في القنصلية في إنهاء نحو 500 شكوى من إجمالي ال700، وذلك بالطرق الودية من خلال الحوار مع الكفلاء الذين يعمل لديهم المصريون، وباقي المشاكل يتم العمل على حلها، وهناك بعض الحالات يتم اللجوء فيها إلى القضاء لحل تلك الإشكاليات، ونحن نحترم أحكام القضاء السعودي. ونحن في القنصلية نقدم المشورة القانونية للمصري الذي يتقدم إلينا بشكوى، أو أن يكون طرفا في أي مشكلة، وعلى المصري أن يتولى هو بنفسه توكيل محام عنه، لأن مواردنا المالية في القنصلية، كغيرنا من القنصليات والسفارات المصرية في كافة دول العالم لا تمكن من تكليف محامين للدفاع عن أبناء الجالية في حال حدوث مشكلات في الدولة التي يقيمون فيها. لكنني أشير هنا إلى أن مجلس الشعب المصري ناقش قبل فترة مقترحا بإنشاء هيئة للتعاقد مع مكاتب للمحاماه في الدول المختلفة التي توجد فيها جاليات مصرية لتتولى متابعة قضايا أبناء الجالية، وأعتقد أن هذا المقترح سيتم النظر فيه من خلال مجلس الشعب الجديد. وإلى جانب مشكلات العمل مع الكفلاء هناك مشكلات أخرى قد تحدث للقادمين إلى المملكة ومعهم حبوب مثلا كالترامادول، فهذا النوع من العقاقير الطبية لا تسمح المملكة بدخوله إليها عبر الأفراد لأنه من الحبوب المخدرة. وبالنسبة لمشكلة التخلف في مواسم العمرة، أود أن أشير في هذا الشأن إلى أن عدد المتخلفين تراجع كثيرا عما كان عليه الحال في السنوات السابقة، فقبل خمس سنوات كان عدد المتخلفين يزيد على 20 ألف متخلف، أما في الموسم الماضي فلم يزد العدد على 2000 شخص أي 10 في المائة فقط، والمسألة في سبيلها للتقلص تماما، وهذا التراجع يعود إلى توعية القادمين إلى المملكة سواء للعمرة أو الزيارة كما ساهم في ذلك التراجع أيضا العقوبات الرادعة التي طبقتها وزارة السياحة المصرية على شركات تنظيم رحلات الحج والعمرة في مصر في حالات تأخر معتمريها.