كشف القنصل الإعلامي الأندونيسي جاهيونو روستام عن لقاء قريب يجمع وزير الخارجية السعودي مع نظيره الأندونيسي لبحث العديد من القضايا التي تهم البلدين، ومنها موضوع العمالة المتخلفة بسبب العمرة أو الهاربين من كفلائهم، مؤكدا اهتمام حكومته بقضية المتخلفين وحرصها على إيجاد حل جذري لها. واضاف ل"الرياض" ان القنصلية أصدرت 15 ألف وثيقة لمتخلفين وتم ترحيلهم خلال العام الماضي، حيث يمثل متخلفو العمرة منهم 35 % والبقية هاربون من كفلائهم . وارجع روستام أسباب تكدس الجالية الاندونيسية تحت جسر طريق الملك فهد في جدة وبقائهم بالأشهر الى عدم تسلم بعضهم لرواتبهم وسوء المعاملة وأشياء أخرى، حيث يلجأ بعضهم إلى القنصلية التي تكون وسيطا بين الطرفين إلى أن يتم حل المشكلة. وقال " أعداد المتخلفين تتناقص سنوياً بمعدل جيد حيث بلغ عدد المتخلفين المرحلين 24 الفا عام 2008 وحوالي 20 ألفا عام 2009 ، ونأمل أن يصل الأمر إلى عدم وجود أي متخلف في المستقبل القريب". واضاف ان عدد العاملين الذين تم توثيق عقودهم في القنصلية تجاوز 700 ألف، فيما لا يمثل عدد الذين لديهم إشكالات مع كفلائهم 2 % وهي نسبة متدنية قياساً إلى عددهم الإجمالي. وطالب روستام بوجود اتفاقيات تحفظ حقوق الكفلاء الضائعة نتيجة هرب العمالة الاندونيسية بعد وصولها للمملكة وتضمن حقوق العاملين حيث يسير الأمر حاليا عن طريق عقود خاصة، ولا تتدخل الحكومة الأندونيسية إلا فيما يخص أنظمة البلد وبالتالي يفترض أن تقوم المكاتب والوكالات بتوفير ضمانات للطرفين. ولم يقلل القنصل الإعلامي من شكاوى الأسر السعودية المتعلقة باستخدام العمالة الأندونيسية للسحر والشعوذة وحمل العاملات لاشياء مريبة عند قدومهن او مغادرتهن، مؤكدا أن معظم هذه الأمور لا تندرج تحت السحر والشعوذة وانما تعود الى الثقافة المتأصلة لدى الكثير من العاملات غير المتعلمات حيث تظل لديهن بعض الاعتقادات التي لا تضر وإنما يمكن تسميتها باعتقادات وتمائم، مثل حمل المسافرة لقطعة قماش من ثياب أمها لاعتقادها بضمان وصولها بالسلامة وبعضهن يأخذن حفنة من تراب المكان الذي ولدن فيه حتى يحببن المكان الذي سيسافرن إليه، مشيرا الى تشكيل فريق عمل من كل الإدارات في القنصلية لزيارة مدن المملكة والالتقاء بالعاملات لتوعيتهن وتحذيرهن من أي سلوكيات يمكن أن تسيء لهن، معترفاً بوجود ثقافات مترسخة يصعب تغييرها رغم ما يبذل من جهد. وتناول روستام ما تقوم به الحكومة الاندنوسية من جهود لتوعية العمالة القادمة للمملكة من خلال إلزام المكاتب والوكالات بتنظيم حملات توعية وتعريف بعادات المجتمع السعودي والمحاذير والسلوكيات التي يجب الابتعاد عنها بالإضافة للدروس التي تقدم لهن في اللغة العربية، منوها بوجود مقترح لتدريسهن الثقافة السعودية. وطالب روستام بالتحول لنظام كفالة المؤسسات مستشهدا بتجربة تأمين العمالة للمستشفيات حيث لم تسجل حالة هروب أو مضايقات أو تأخر رواتب.