لست أنا التي أقول هذا الكلام، وإنما فتاة عربية أسست تجمعا على موقع «فيس بوك» تحت عنوان: «الحملة القومية لإبادة الرجال»، ويدعو هذا التجمع إلى إبادة شاملة للجنس الذكوري في الشرق الأوسط، لأنهم على حد تعبير مؤسسة هذا التجمع يهوون التسلط على النساء، و«يستحقون الإبادة جميعا لأنهم يحملون الجينات ذاتها، والمجتمع المتخلف يدعمهم حين يسمح لهم بكل شيء ويبيح لهم التصرف على هواهم دون حساب، كما أنهم يقدمون مبررات خبيثة لتصرفاتهم غير السوية؛ كأن يتحرش أحدهم بالفتاة مثلا ثم يدعي أنها هي من تحرشت به، أو دعته لهذا السلوك بارتداء ملابس غير لائقة»!. رغم تطرف هذا الموقف الباتر؛ لا يسعني أن ألوم هذه الفتاة التي يبدو أن حظها السيىء لم يسمح لها بمصادفة رجل طيب واحد منذ أن ولدت في منطقة تعج بالرجال الأشرار، والمفترين، وعديمي الضمير، مثلما يحافظ على توازنها رجال محترمون، مهذبون، على قدر رفيع من الذوق والإنسانية. من جانب آخر لا بد من الاعتراف بأن هناك نساء شريرات، قاسيات، مؤذيات، مثلما هناك نساء لطيفات، رقيقات، قادرات على إيقاد أفراح العالم بهمسة. لكن الطريف المفجع في الوقت ذاته هو أن كثيرا من الطيبين لا يصادفون إلا الشريرات، وكثيرا من الطيبات لا يقعن إلا بين براثن الأشرار!. ومن حكايات اللقاء تولد العقد الكبرى والرغبات الهستيرية في القضاء على النصف الثاني من المجتمع!!. لا شك أن العالم سينطفئ إذا أبيد «جميع» الرجال بمن فيهم من آباء حنونين، وعلماء عباقرة، ومثقفين ومفكرين وفنانين يملؤون العالم إحساسا عاليا، ويصنعون من حاضر اليوم تاريخا جميلا في المستقبل، وسيموت تماما إذا أبيد النساء، لكنه سيتوهج بالعافية إذا توخى كل منهما الرفق في تعامله مع الآخر. [email protected]