أغلقت الولاياتالمتحدة أمس، سفارتها في دمشق وأجلت آخر موظفيها المتواجدين في سوريا، نظرا لاستمرار العنف وتدهور الظروف الأمنية، في حين سحبت بريطانيا سفيرها في دمشق للتشاور كاحتجاج دبلوماسي، كما استدعت السفير السوري في لندن سامي الخيمي للتعبير عن «اشمئزازها» من أعمال العنف في بلاده. وحذرت واشنطن حلفاء النظام السوري أمس، بأن دعمهم للأسد هو «رهان خاسر»، واعتبر المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني سيطرة الرئيس السوري على السلطة «أصبحت محدودة جدا على أفضل تقدير». إلى ذلك، كشفت مصادر دبلوماسية غربية في بيروت ل «عكاظ» أن وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف سيسعى في محادثاته مع المسؤولين السوريين في دمشق اليوم إلى إعادة الروح للمبادرة الروسية لحل الأزمة بعد استخدام بلاده حق النقض «الفيتو» لمنع إقرار مشروع القرار العربي الأوروبي في مجلس الأمن الدولي. وتوقعت المصادر تمخض زيارة لافروف عن ثلاثة نقاط وفقا للرؤية الروسية، تتمثل في دعم بقاء الرئيس بشار الأسد على رأس النظام وتسريع عجلة الإصلاحات التي أعلن عنها الأسد سابقا وفقاً لجدولة زمنية روسية بموافقة دمشق والدعوة لحوار وطني برعاية روسية يتيح في حال تحققه إنقاذ النظام من السقوط وفي حال رفض المعارضة السورية له ينقل الكرة إلى ملعبها مما يريح النظام. واختتمت المصادر الغربية تصريحاته ل«عكاظ» بالإشارة إلى أن روسيا في سباق مع الزمن الذي يتحرك بسرعة بفعل المجازر ومئات الضحايا الذين يسقطون برصاص قوات النظام ما يجعل التحرك الروسي محكوم بالفشل مسبقاً. بينما، أفادت مصادر في جامعة الدول العربية أن الجامعة تترقب باهتمام ما ستتمخض عنه زيارة وزير الخارجية الروسي التي يرافقه خلالها مدير جهاز المخابرات الروسية، متمنية أن تثمر الزيارة إلي تغيير في سلوك النظام السوري، وتحسين صورة موسكو التي اهتزت كثيرا بسبب الفيتو المزدوج «مع الصين»، الذي أجهض التحرك الأممي لدعم الحل للأزمة السورية وايجاد مخرج لها. وفي شأن متصل، أعربت واشنطن أمس، عن أملها في أن ينقل لافروف للرئيس بشار الأسد مدى العزلة التي يواجهها، خلال لقائه به اليوم في دمشق.