أعرب مبدعو دول ثورات الربيع العربي عن تقديرهم وامتنانهم لموقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود في إلغاء أوبريت الجنادرية، وأكدوا أن الموقف يعكس عمق إحساس الملك عبدالله بآلام شعوب هذه الدول، وأوضحوا أن هذا ليس جديد على الملك عبدالله الذي يتسم سلوكه السياسي بالحكمة والتوازن ويعرف بأنه ملك الإنسانية، وأن إلغاء الأوبريت رغم أهميته الكبرى في إثراء فاعلية المهرجان يعد انتصارا من جانب خادم الحرمين لدماء الشهداء الذين سقطوا في كل من مصر وسوريا دفاعا عن حريتهم ضد أشكال الفساد والطغيان، «عكاظ» استطلعت ردود أفعالهم من مبادرة الملك عبد الله في ثنايا الاستطلاع التالي: في البداية وصف مدير تحرير مجلة «قطر الندى» وعضو اتحاد كتاب مصر الشاعر عبده الزراع، الموقف الذي اتخذه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، ب«النبيل»، مؤكدا انه موقف مشرف يجب أن تحتذيه باقي الدول العربية في هذه الفترة العصيبة التي تمر بها المنطقة العربية على حد وصفه، وأضاف إن الألم الذي يستشعره الملك عبد الله في استمرار إراقة دماء الأبرياء، يعكس عمق إيمانه بالعروبة والإسلام والمبادئ الإنسانية، وقال «إن ما يحدث في مصر سوريا يمثل خيانة كبرى ويتطلب تكاتف الدول العربية والمجتمع الدولي لحقن دماء الأبرياء». حكمة سياسية وأوضح أن الموقف الشجاع للملك عبد الله ليس غريبا، لأن المملكة العربية السعودية هي قبلة العالم الإسلامي، وهي أقرب الدول إلي وجدان المصريين، وقال«كنا في شوق إلى مثل هذه المواقف النبيلة من جانب السعودية، باعتبارها من الدول العربية الفاعلة عربيا ودوليا وذات اليد الطولى في المنطقة بما تملكه من حكمة سياسية وكلمة مسموعة في المحافل العربية والدولية»، وأضاف الزراع «إن شعب مصر يشكر الملك عبد الله على هذا الموقف المشرف وينتظر منه دعما أكبر»، مشيرا إلى أن السعودية كانت سند مصر في الكثير من المحن، ولم تخذلها في يوم من الأيام. شعب واحد من جانبه، عبر الشاعر والمترجم ربيع مفتاح عن سعادته وامتنانه بموقف الملك عبد الله في إلغاء أوبريت الجنادرية، ووصفه ب«الرائع» وقال«إن خادم الحرمين الشريفين يحس ويشعر بآلام إخوانه العرب في كل من مصر وسوريا»، مضيفا أن هذا ليس جديدا على الملك الذي يتسم سلوكه السياسي بالحكمة والتوازن ويعرف بأنه ملك الإنسانية» وتابع«نعلم أن الشعب العربي هو شعب واحد في كل من السعودية ومصر سوريا وكل الأقطار، ونعلم مدى عمق العلاقات التاريخية التي تربط شعبي مصر والسعودية، ونرصد كل المواقف الإنسانية السابقة والرائعة للملك عبد الله». قيم الإنسانية بدورها أثنت أستاذ الإنسانيات في الجامعة التونسية الدكتورة فاطمة الأخضر على موقف الملك عبد الله في إلغاء الأوبريت، وقالت «إن اللحظة التاريخية العصيبة التي تمر بها دول ثورات الربيع العربي في مواجهة طغيان آلة الفساد والخيانة، تستدعي الوقوف على قلب رجل واحد من جانب الدول العربية كافة لنصرة حقوق الشعوب وحقن دماء الأبرياء»، وأضافت إن إلغاء أوبريت الجنادرية رغم أهميته الكبرى في إثراء فاعلية المهرجان يعد انتصارا من جانب الملك عبد الله لدماء الشهداء الذين سقطوا في مصر وسوريا دفاعا عن حريتهم، ضد أشكال الفساد والطغيان». مشيرة إلى أنه يجسد أعلى قيم الإنسانية والتضامن مع أبرياء الأوطان العربية التي دفعت أثمان باهظة لحريتها. موقف مشرف من ناحيته، أعرب الروائي وأستاذ الفلسفة بجامعة صفاقص التونسية كمال الزغباني، عن تقديره لكل موقف إنساني شريف يتخذه أي مواطن عربي لحقن دماء الأبرياء في دول ثورات الربيع العربي، وقال«لقد دفعنا ثمنا غاليا لوأد الظلمات التي عشناها في كنف حكم بن علي بدءا من قهر الكلمة المناضلة مرورا بوأد الروح في كهوف الاستبداد والقمع وصولا إلى إراقة الدماء الذكية للشهداء»، وأضاف «إن قلوبنا في تونس تدمي كما تدمي قلوب المصريين والسوريين على دماء الشهداء، واتخاذ الملك عبد الله لهذا الموقف في إلغاء أوبريت الجنادرية يعكس إحساسه الإنساني النبيل بمصاب القلوب العربية في فلذات أكبادها»، مؤكدا أنه موقف مشرف يضاف إلى المواقف النبيلة الأخرى لخادم الحرمين الشريفين. سلاح الفن وأكد مدير إدارة الثقافة في ليبيا الحبيب الأمين، أن إلغاء أوبريت الجنادرية، رغم ما يمثله من قيمة بالنسبة للمهرجان، يعد تضامنا إنسانيا رفيعا من جانب الملك عبد الله مع الأمهات الثكالى، وقال «إن استخدام سلاح الفن والثقافة في التعبير عن هذا التضامن مع شعبي مصر وسوريا يعد سلاحا متحضرا وإنسانيا في مواجهة ويلات البطش والقمع التي تريق دماء الأبرياء من زهرات هذه الأوطان»، واعتبر الموقف دليل على الحنكة السياسية التي يتمتع بها خادم الحرمين الشريفين في رفع راية السلام ونبذ العنف ومكافحة الإرهاب بكل صوره وأشكاله.