شمعت فرق من الأدلة الجنائية في شرطة العاصمة المقدسة، أبواب الشقة السكنية التي يسكنها قاتل ابنه الحدث، ومنعت الأجهزة الأمنية ذوي القاتل من دخول الشقة السكنية لحين الانتهاء من التحقيقات. وكشفت ل«عكاظ» مصادر أن القاتل سجل اعترافاته أمس في هيئة التحقيق والادعاء العام (دائرة النفس) للمرة الثانية بعد أن سجل مساء الجمعة الماضي اعترافاته في محاضر التحقيقات في شرطة العاصمة المقدسة. من جهة أخرى، توافدت عصر أمس جموع من المعزين على منزل جد الطفل الضحية لتقديم واجب العزاء والمواساة في مصابهم الجلل، وكان جد الطفل لوالده متأثرا، رغم أن أسرته تحفظت عن الكشف عن الحادثة خوفا من تردي حالته الصحية، حيث ينتظرون الفرصة السانحة لإبلاغه، والحرص على عدم مفاجأته بخبر الجريمة التي هزت أسرته رغم معرفتهم بسلوكيات القاتل غير السوية وتصرفاته غير المسؤولة. «عكاظ» تابعت الحي الذي تقيم فيه أسرة الطفل الضحية، حيث تواجدت فرق الأدلة الجنائية وأوصدت أبواب الشقة السكنية التي شهدت الحادثة لحين انتهاء التحقيقات، في حين قدمت «عكاظ» واجب العزاء والمواساة لعدد من أقارب الطفل الضحية الذين تحدثوا ل«عكاظ» عن تفاصيل الجريمة التي شهدها مخطط الشرائع رقم 2 وأكدوا رفضهم لمثل هذه السلوكيات، وبين (أ، ب) أحد أقرباء والد الطفل (القاتل) أن جد الطفل لوالده أصبح في حالة من الانهيار العصبي منذ سماع خبر مقتل الطفل أمس، كونه متعلقا به ويحبه كثيرا، حيث اعتاد على استقباله في منزله في إجازة نهاية الأسبوع كونه يعيش مع والدته في مخطط السبهاني، إلا أن الجد تفاجأ في إجازة هذا الأسبوع بعدم زيارة الطفل له، فسارع عن الإبلاغ عن اختفائه بعد أن أخبره القاتل بأنه تعرض للخطف من قبل عدد من الشباب، قبل أن تكشف الأجهزة الأمنية ظروف القضية وملابساتها، ورغم وقوع الحادثة التي راح ضحيتها طفل بريء، إلا أن جد الطفل لوالده لم يعلم بوفاته إلا بعد قدوم المعزين يواسونه في مصابه. وأضاف قريب الطفل المتوفى «مصابنا جلل وفاجعتنا كبيرة، لكننا ندرك جميعا أن هذا قضاء وقدر ونحمد الله على ذلك، ونسأل الله أن يعين والدته وشقيقته وجده وأقرباءه وأن يلهمهم الصبر والسلوان، ولا نستطيع إلا أن نقول إنا لله وإنا إليه راجعون». وقال قريب آخر «إن الأجهزة الأمنية بذلت جهودا مضنية حتى تمكنت من الكشف عن ملابسات الحادثة التي شهدها الحي الذي تسكنه الأسرة بعد العثور على جثة الطفل ملقاة في مرمى النفايات في الحي». وتواجدت «عكاظ» أمس في مقر مركز صحي الشرائع الذي كان يعمل فيه القاتل ويشغل وظيفة «فني تمريض» قبل أن يحال إلى التقاعد المبكر، حيث بدأ حياته العملية بالعمل في مستشفى الملك عبدالعزيز في الزاهر، بعدها تنقل بين عدد من المراكز الصحية في العاصمة المقدسة، استقر في أواخر سنوات عمله في مركز صحي المعابدة، بعدها نقل إلى مركز صحي الشرائع في المبنى القديم قبل أن ينتقل المستشفى إلى المبنى الجديد، وخلال تلك الفترة رصدت بحقه العديد من الملاحظات الإدارية والفنية والغياب المتكرر، ما دفع إدارته للرفع للشؤون الصحية، وصدر بحقه إنذار أخير قبل صدور قرار الفصل الوظيفي، ما دفعه إلى المسارعة في تقديم تقاعد مبكر في عام 1430ه. أحد زملائه قال «إن القاتل اتصف باللامبالاة وعدم الاكتراث بمن حوله، حيث كانت تصدر عنه تصرفات توضح اختلالات في شخصيته، ومزاجه متقلب ولا يمكن أن تتنبأ بما يخبئه لك، وغير مبالٍ بالوظيفة التي كان يشغلها، وخروجه من العمل بتقاعد مبكر جاء لإدراكه بأنه قد يصدر بحقه قرار فصل لعدم انضباطه»، وأضاف «تفاجأنا بخبر إقدامه على قتل ابنه، لكننا كنا نعلم عن طلاقه لزوجته التي أنجب منها ولدا وبنتا، وكان يمارس العنف ضد ابنيه، وكان يحبس والدتهما لفترات طويلة في غرفة منعزلة مع طفليها قبل انفصالهما».