كانت البدايات لدخول الإنترنت في المملكة واستخدامها من قبل العموم في عام 1999. قبل ذلك بعام كان مجرد الحديث عن هذه التقنية شيء جديد على المجتمع، فعندما قدمت محاضرة عامة للجمهور عن التعليم عن بعد عام 1998 لم تكن تقنية الإنترنت مألوفة، الأمر الذي أحدث الكثير من الجدل وقتها. ولكن نتيجة للانتشار السريع والمذهل لثورة المعلومات والاتصالات، أصبحنا اليوم نتعامل مع التقنية باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية. ظهرت الصحافة الإلكترونية لأول مرة في منتصف التسعينيات لتشكل ظاهرة إعلامية جديدة ارتبطت بثورة المعلومات والاتصالات، وكان السبق لصحيفة الشرق الأوسط كأول صحيفة عربية توفر موقعاً إلكترونيا لها عام 1995. واليوم وبعد مرور 12 عاماً على استخدام الإنترنت في المملكة أصبحت الصحافة الإلكترونية تمثل منافساً قوياً للصحف الورقية. وليس المقام هنا مقام مقارنة بين الصحف الورقية والصحف الإلكترونية وميزات كل منهما من حيث الانتشار والتنوع والجماهيرية والتفاعلية والتكثيف والحرية واللا تزامنية. فالصحافة الورقية ما تزال كما يعتقد البعض هي صحافة بالمعنى العلمي والواقعي للكلمة بينما الصحافة الإلكترونية هي مجرد وسيلة للنشر. إلا أن الملفت للنظر أن جميع صحفنا المحلية رأت في النهاية ضرورة مواكبة لغة العصر بإيجاد نسخة إلكترونية لها على الإنترنت. وبعضها كالوطن و«عكاظ»، على سبيل المثال لا الحصر، لم تكتف بذلك بل وضعت أيضاً نسخة ثانية أسمتها ديجيتال لتواكب التحديات العصرية القوية. والسؤال هو هل سنشهد انحسار الصحف الورقية أو تحولها إلى صحف إلكترونية مستقبلا، كما توقعت دراسة أجرتها مايكروسوفت تقول بأن عام 2018 سيشهد طباعة آخر صحيفة ورقية في الدول المتقدمة؟ الحقائق والأرقام تشير إلى الإجابة بنعم. ولعل خبر إغلاق صحيفة شمس هو الرقم الأول لدينا.