فجر المستشار القضائي الخاص المستشار العلمي للجمعة العلمية للصحة النفسية في دول الخليج والشرق الأوسط الدكتور صالح بن سعد اللحيدان مفاجأة كبرى عندما أكد أن نشيد «طلع الفجر علينا» لم يقل في استقبال الرسول صلى الله عليه وسلم من قبل أهل المدينة عندما أتى من مكة أو تبوك، مشيرا إلى أن الأسانيد الصحيحة لم تثبت ذلك. وأفاد اللحيدان أن النشيد كتب في القرن الثالث من قبل شعراء المولدين، معتبرا ذلك من انتحال المطبوع والمؤلف الزمني الظرفي، موضحا أن القصيدة ألصقت بظرف محدد وفي زمن محدد وتقمص صاحبها مفردات لغوية من خلالها اتضح أنها لم تكن قيلت في مقدم النبي إلى مكة ولا قدومه من تبوك، مشددا على أنها من أشعار المولدين في القرن الثالث وغالب من يقوم بها ويقولها أهل التصوف خاصة قنوات المدح. وأبان اللحيدان أن هذا النوع من الانتحال يجري بين الشعراء والأدباء فيما يعرف بالسطو، موضحا أن سببه العجز الدوني الذي يستشعرونه إزاء الأعمال المميزة. وذكر المستشار القضائي الخاص أن هناك انتحالا وقع بين العلماء في القرن الرابع والخامس والسادس والسابع وهو ما يسمى بانتحال الإلصاق عندما نسبوا كتاب «الإمامة والسياسة» لابن قتيبة، وألصقوا كتاب «أخبار الحمقى والمغفلين» بابن الجوزي، وألصقوا كتاب «العشق» لابن القيم الجوزية، مرجعا سبب إلصاق هذه الكتب بهم لإنزال قيمتهم. وأفاد اللحيدان أن قصيدة البردة لم يثبت أن قيلت في حضرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كما يتم تداوله. وخلص اللحيدان إلى الانتحال في علم الإدارة لها أنواع منها انتحال الصوت أوما يسمى بالمحاكاة، ومنها انتحال التوقيع أو الخط وهو ما يسمى بالتزوير.