بحث مجلس الأمن الدولي أمس في نيويورك ضمن جلسة مفتوحة تداعيات الأزمة السورية، وسط معركة دبلوماسية ساخنة، بين الدول الغربية من جهة وروسيا الرافضة تخلي الرئيس السوري بشار الأسد عن صلاحياته إلى نائبه. وقال الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية رئيس اللجنة العربية المعنية ببحث الأزمة السورية في كلمة أمام أعضاء المجلس: إن خطة العمل العربية لحل الأزمة السورية تهدف لمعالجة الأزمة بشكل سلمي والحفاظ على دماء السوريين. وأن الجامعة طرحت مبادرة تسليم الرئيس بشار الأسد صلاحياته إلى نائبه من أجل الانتقال السلمي للسلطة ووقف نزيف الدماء، متابعا القول «إلا أن المبادرة ذهبت أدراج الرياح واستمرت آلة القتل بحق الشعب». وأضاف مخاطبا المجلس إن تحقيق آمال الشعب السوري بيد المجتمع الدولي، مؤكدا ضرورة وقف العنف والتخلي عن المعالجة الأمنية. وأكد أن الحكومة السورية لم تلتزم بتنفيذ تعهداتها في المبادرة العربية، ولم تعمل على وقف العنف ضد المدنيين، إلا أن الحكومة السورية كانت ترد بالمماطلة والتسويف في تنفيذ تعهداتها حيال الجامعة العربية. مشيرا إلى أن الجانب السوري لم ينفذ بنود البروتوكول الخاص ببعثة المراقبين. وطالب مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته حيال ما يجري من قتل، وتبني المبادرة المغربية حيال الأزمة السورية الداعية إلى تنحي الرئيس عن السلطة وتسليم صلاحياته إلى نائبه، مؤكدا أن التدخل العسكري ليس مطلبا عربيا ولا تغيير النظام، مؤكدا على ضرورة العقوبات الاقتصادية. من جهته، طالب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بضرورة وقف العنف الفوري، واتهم الحكومة السورية بتصعيد الخيار الأمني، مجددا الدعوة لمجلس الأمن بتبني المبادرة العربية. داعيا جميع الأطراف في سورية بوقف العنف. من جهته، رفض المندوب السوري لدى الأممالمتحدةبشار الجعفري المبادرة العربية واعتبرها تدخلا في الشؤون الداخلية وانتهاكا لميثاق جامعة الدول العربية، وقال إن الشعب السوري قادر على حل أزماته بنفسه ولم يقبل بأي تدخل خارجي، مؤكدا رفض بلاده للتدخل الخارجي. وهاجم الجعفري بعض الدول العربية، متهما الجامعة العربية أنها أغفلت بعض جوانب التقرير، موضحا أن لجوء الجامعة إلى مجلس الأمن هو لتشويه مهمة المراقبين في سورية. إلى ذلك، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن الجامعة لجأت إلى مجلس الأمن بسبب عدم التزام الجانب السوري بالتزاماته، داعية النظام إلى الإفراج عن المعتقلين وعودة الجيش إلى ثكناته. وحول سيناريو التدخل الخارجي، أفادت أنه لا يمكن قياس ليبيا على سورية معتبرة ذلك قياسا خاطئا، مؤكدة أن التغيير قادم إلى سورية لا محالة، رغم تكتيكات النظام ووحشيته.