فتحت إمارة منطقة مكةالمكرمة ملف التحقيق في قضية مدير مركز التأهيل الشامل، وولي أمر إحدى النزيلات على خلفية شكوى قدمها الطرفان لإمارة المنطقة. وبدأت شرطة المنطقة ووزارة الشؤون الاجتماعية التحقيق في ملابسات القضية تحت إشراف ومتابعة إمارة المنطقة التي كانت قد تلقت خطاب مركز التأهيل الشامل ضد (موظف حكومي) أكدت فيه تهجمه على مدير الإدارة ومشرفة القسم النسائي، كما تقدمت والدة (المعاقة) بشكوى للإمارة ضد إدارة المركز تتهمهم فيها بإهمال ابنتها التي أصبحت تعاني من الإمساك، ووجهت الإمارة شرطة مكة بالتحقيق مع ولي أمر النزيلة المدعى عليه من قبل إدارة التأهيل الشامل، وطالبت الإمارة في ذات الوقت إدارة الشؤون الاجتماعية في منطقة مكةالمكرمة بالرد على الشكوى المقدمة من والدة (المعاقة) للوقوف على حيثيات وتبعات القضية. وكشفت مصادر «عكاظ» أن الواقعة بدأت فصولها في الثاني من محرم الماضي، بعد أن تواجد ولي أمر النزيلة ووالدته في مكتب مدير التأهيل الشامل وبينا أن إصابة ابنتهما (المعاقة) بإمساك ناتجة عن الإهمال الطبي، وأثناء تقديم الشكوى وثق الشاكي (ولي أمر المعاقة) تسجيلا صوتيا على مدير الدار ونشره على المواقع الإلكترونية. «عكاظ» واجهت أمس مدير مركز التأهيل الشامل عبدالصمد الصبحي بالتهم الموجهة إليه، وفقا لما تناولته المواقع الإلكترونية من خلال تسجيل تحدث فيه مع ولي أمر النزيلة في المركز، وأوضح «أنه عمل لأكثر من سبع سنوات وحقق إنجازات كبيرة وسعى لتطوير المركز حتى وصل إلى ما وصل إليه اليوم من تطور في الخدمات ورقي في المرافق، وأدعو كافة الجهات ذات الاختصاص بزيارة المركز في أي وقت، معتبرا أن هذه الصور مصطنعة ولا تمثل واقع المركز الذي يعد أحد المراكز المتميزة، وهذه الصور التقطت من القسم النسائي، ولدي إفادة من مشرفة القسم تؤكد بأن هذه الصور تناقض الواقع وملفقة»، وفي ما يتعلق بالتسجيل الصوتي كشف خلفيات القضية وقال «سأثبت للجميع أنني صادق في ما قلته خلال حديثي لولي أمر النزيلة ووالدتها»، وأظهر بجلاء موقفه من مقطع التسجيل الصوتي قائلا «يلاحظ أن التسجيل مخالف للمعلومات التي نشرت في المواقع الإلكترونية وأترك الحكم لمن استمع للتسجيل، وأنا مسؤول عن الكلام الذي أقوله، حيث نسب لي «أن العربات يتم جلبها من السنغال والصومال» وهذا الكلام لم أتفوه به، بل إن التسجيل يظهر أن الشاكي هو الذي قال «كأن العربة من نيجيريا»، وقلت «نحن هنا نخدم ولا نهان، رددتها مرتين ومن إراد أن يهينني سألبسه ثوب مقلوب»، وأردف بالقول أطالب الجهات الرسمية ذات الاختصاص بالتحقق من التسجيل الصوتي وما ذكر فيه كلمة بكلمة ليقفوا على حجم التناقض بين التسجيل، وما ذكر عن المركز من تردي الخدمات والمعاملة، وأضاف الصبحي «نحن مسؤولون -إداريين وعاملين- في هذا المركز، نراعي مخافة الله في ذوي الاحتياجات الخاصة، وزاد «بحوزتي قضيتان ضد الشاكي الذي سجل المقطع الصوتي، ويأتي نشره له بعد شهرين من تسجيله بهدف إثارة الرأى العام لإشغالي عن القضية التي أتابعها ضده، بعد أن علم بأنني تقدمت بشكوى إثر تهجمه على إدارة المركز والعاملين فيها، لكننى مستمر في متابعة القضية». وسرد الصبحي تفاصيل تسجيل المقطع الذي تم بثه مؤخرا، وقال «عندما بدأ يتحدث معي فتح التسجيل عن طريق جهاز (آيفون) وطلبت منه عدم التسجيل فأدخل الجهاز إلى جيبه دون أن يوقف التسجيل ففضلت عدم الدخول في متاهات حول التسجيل ولا أريد أن أكشف عن الألفاظ التي استخدمها ضدي أثناء حديثه معي». واسترجع تفاصيل الواقعة فقال «قبل أكثر من شهرين، دخل علي شاب ووالدته وسألني أنت مدير المركز، وكان يشير بأصبعه في وجهي، فقلت له: نعم، تفضل، فقال إن ابنتهم المقيمة في المركز من عام 1414ه تعاني من إمساك نتيجة الإهمال، فطلبت منه أن أدعو المشرفة على القسم النسائي والطبيبة لسماع هذه الشكوى ومعرفة واقع ابنتهم، فقال الشاكي إن الإجابة معلومة سلفا فلن يعترفوا بالقصور، لكنني أصررت على حضورهما، وبالفعل حضرت المشرفة والطبيبة لمكتبي واستمعا للشكوى، وتبين أنها تعاني من الإمساك منذ عام 1418ه لكونها مصابة بشلل مخي رباعي تيبسي، فتهجم الشاب على مشرفة القسم النسائي التي تقدمت بشكوى رسمية لإدارة المركز، وأعد محضر بالواقعة ورفع لوزارة الشؤون الاجتماعية، كما تقدمنا بشكوى لإمارة المنطقة أوضحنا فيه تهجم (الشاكي) على مدير المركز، المشرفة، الطبيبة، وطالبنا بضرورة معاقبته ورد الاعتبار، كونه موظفا حكوميا. «عكاظ» تكشف غدا تفاصيل وضع دار مركز التأهيل الشامل من الداخل وتقف على التهم التي طالت إدارته والعاملين فيه.