في الحلقة الثانية من غذاء الناس الأول نواصل جولتنا على فرع مصانع الغلال ومطاحن الدقيق لنكشف عن آليات متابعة ومراقبة كميات القمح التي تصل إلى المملكة من حيث الجودة قبل وأثناء وبعد التصنيع، وهنا يؤكد مدير الفرع المهندس علي بن عبيد سنقوف أن كل مراحل الإنتاج تخضع لرقابة قوية وصارمة وفق المواصفات والمقاييس المحلية والعالمية، مشددا في الوقت ذاته على أن صحة الإنسان خط أحمر لا يمكن تجاوزه على الإطلاق. وعن الطاقة التخزينية للقمح يقول المهندس علي بن عبيد سنقوف: لدينا مستودعات ضخمة في أماكن عدة وتبلغ عدد صوامع التخزين في القسم 156 صومعة تصل طاقتها الاستيعابية إلى 120 ألف طن متري ويحتوي القسم على نقطتي تفريع للحبوب تصل طاقة السحب فيها إلى 300 طن في الساعة. سألت سنقوف بلغة الأرقام كم حجم إنتاج الصوامع في جدة فأجاب: بلغت كمية القمح المستخدم لعلمية الطحن قبل عمليتي التنظيف والترطيب 618 ألف طن، كما بلغت كمية الدقيق المنتج بمختلف أنواعه 507 ملايين طن أي ما يعادل 11 مليون كيس سعة 45 كيلو جراما بزيادة 37 ألف كيس، كما بلغت ساعات التشغيل الكلي 38 ألف ساعة أي بنسبة 101 في المائة على أساس 768 ساعة في الأسبوع لجميع المطاحن بمعدل 128 ساعة لكل مطحنة. وكيف هي إجراءاتكم للرقابة على الجودة النوعية فأجاب، لدينا مختبر يأخذ العينات العشوائية وبشكل دوري، حيث يعمل على فحص أصناف القمح المورد للمؤسسة بأخذ عينات ممثلة وفحصها ظاهريا للتأكد من خلوها من الحشرات والأسمدة والتعفن أو أي تغيرات غير طبيعية ترى بالعين المجردة، ومن ثم يتم إجراء التحاليل عليها مثل الوزن النوعي ونسبة الشوائب ونسبة الرطوبة ونسبة البروتين لضمان مطابقة القمح للمواصفات المعتمدة، إضافة لاختبار صلاحيته لإنتاج الدقيق ومشتقات القمح الأخرى. كما يتولى المختبر فحص القمح دوريا أثناء تخزينه في الصوامع للتأكد من محافظته على جودته، وكذلك قبل إدخاله في عملية التصنيع لإنتاج الدقيق بأنواعه ومشتقات القمح الأخرى، مثل الجريش والهريس والنخالة للاستهلاك الآدمي، وذلك بفحصه ظاهريا وإجراء بعض التحاليل عليه مثل نسبة الرطوبة ونسبة البروتين ورقم السقوط وتقدير نسبة السموم الفطرية. وعن أنواع الفحوصات التي يجريها المختبر يقول سنقوف: يتولى المختبر فحص المواد الخام اللازمة لإنتاج الدقيق ومشتقات القمح الأخرى للتأكد من جودتها ومطابقتها للمواصفات وصلاحيتها للإنتاج قبل إدخالها في العملية التصنيعية مثل مادة تدعيم الدقيق بالفيتامينات والحديد وأكياس التعبئة بمختلف أنواعها، وكذلك فحص المنتجات النهائية مثل الدقيق بأنواعه المختلفة وذلك بأخذ عينات ممثلة من خط الإنتاج وإجراء التحاليل المتعددة عليها مثل: (نسبة الرطوبة، نسبة الرماد، نسبة البروتين، نسبة الجلوتين، رقم السقوط، درجة النعومة، اختبار الفارينو جراف، تقدير نسب إضافة مادة تدعيم الدقيق بالفيتامينات والحديد واختبار الخبيز). • هل أفهم من هذا أن لديكم مخبزا؟ • نعم لدينا مخبز مهمته تصنيع عينات من الخبز وتذوقها للتأكد من جودتها ومطابقتها للمواصفات والمقاييس، نحن ننتج جميع أنواع الخبز وكل أصنافه ونتناوله هنا قبل أن يتناوله المستهلك، فحياة الناس وسلامة غذائهم خط أحمر لا مساس به أو التعدي عليه. • ولكن هناك من يقول إن القمح الذي يصل مستوردا يكون به سوس وحشرات؟ • هذا كلام غير دقيق ولا أحد يستطيع إثباته، لدى المؤسسة تعاقد مع شركة عالمية في بلد استيراد القمح تتولى فحصه والتأكد من مطابقته للمواصفات والمقاييس العالمية، قبل أن يتم شحنه على ظهور البواخر التي تجلبه لنا، وهنا في هذا المختبر يتم أيضا فحص المواد الداخلة في تصنيع الأعلاف مثل الذرة الصفراء ومسحوق فول الصويا، ومسحوق البرسيم ونخالة القمح وغيرها للتأكد من جودتها ومطابقتها للمواصفات قبل استلامها من المورد بأخذ عينات ممثلة منها وإجراء التحاليل المختبرية عليها. • تطالعنا وسائل إعلام بنفوق عدد من المواشي، المزارعون يتحدثون عن تسمم غذائي مثلا في النخالة .. ما معايير الفحص لديكم؟ • إضافة إلى الفحوصات الأولية الدقيقة، يتم فحص المنتج النهائي من الأعلاف بمختلف أنواعها مثل أعلاف الدواجن (بياض/ لاحم) وأعلاف الأبقار (حلابة/ تسمين) والحمام والأرانب والخيول والأغنام وغيرها وإجراء التحاليل على عينات ممثلة منها مثل نسبة البروتين، نسبة الكالسيوم، نسبة الفسفور، نسبة الألياف، نسبة الدهون، نسبة الملح، تقدير السموم الفطرية) للتأكد من جودتها وارتفاع قيمتها الغذائية، والتأكد من نسب إضافتها وخلطها وفقا للمواصفات والتركيبات المعتمدة لمنتجات المؤسسة حرصا على ثبات المستوى والمواصفات. • ما هي أنواع التقنية المستخدمة؟ • جهاز تقدير السموم الفطرية الأفلاتوكسينات، جهاز تحليل الكرماتوجرافي باستخدام الضغط العالي للسوائل لتحديد نسب الفيتامينات والأحماض الأمينية، جهاز الامتصاص الذي هو جهاز مطياف الكتلة لتقدير بقايا المبيدات الحشرية.