سجلت أسواق الفواكه والخضراوات في المملكة ارتفاعات قياسية على المنتجات المعروضة أمس، وصلت نسبتها إلى 70 في المائة بسبب نهاية موسم عدد من الأنواع الرئيسة، وعدم استقرار الأوضاع الداخلية في دول تشتهر بالزراعة، وتناقص المخزون، وارتفاع معدلات الطلب، والانخفاض الشديد في درجات الحرارة الذي قضى على محاصيل زراعية في مناطق مختلفة من المملكة. وشهدت أسعار السوق في اليومين الماضيين تفاوتا مع مؤشرات وزارة الزراعة التي بقيت محتفظة بأسعار تعود إلى ما قبل أسبوع تقريبا، خاصة أن أسعار السوق تزيد عن ما هو أسعار مرصودة في مؤشرات الوزارة حتى يوم أمس بنسبة تصل إلى 45 في المائة. وبحسب مؤشرات وزارة الزراعة بلغ متوسط أسعار الكيلو جرام الواحد لأبرز الخضراوات والفواكه كالطماطم خمسة ريالات، والثوم 12 ريالا، والباميا 19 ريالا، والفاصوليا سبعة ريالات، والباذنجان خمسة ريالات، والبرتقال خمسة ريالات، والتفاح سبعة ريالات، والعنب سبعة ريالات، والموز أربعة ريالات، والبطاطس ثلاثة ريالات، والكوسة خمسة ريالات. وحول إمكانية تخطي مثل هذه الأزمات أوضح عضو اللجنة التجارية الوطنية محمود رشوان أن الحل يكمن في إيجاد البدائل التي من أبرزها تعزيز البيوت المحمية في المملكة، باعتبار أن تكاليفها رخيصة وإنتاجها وفير ولا تتأثر كثيرا بعوامل المناخ، ولا بالتقلبات الموجودة في الدول المجاورة. وقال: في البيوت المحمية يمكن استخدام أساليب ري حديثة لأن البيت الواحد لا يكلف صاحبه إلا مبلغا يتراوح ما بين 10 آلاف ريال إلى 12 ألف ريال لكنه في المقابل ينتج في اليوم الواحد ما يقارب من 300 كيلو جرام. وأضاف: يجب استغلال طبيعة المناطق التي تتميز بها المملكة فهناك مناطق عديدة في المملكة تتميز بقدرتها على الاحتفاظ بالمياه في مناطق داخل المدن لذلك يكون من الأفضل استغلال تلك المياه في الزراعة عوضا عن تصريفها، والأهم من ذلك تعزيز ثقافة المزارعين نحو أهمية الاستثمار في زراعة الفواكه لأن غالبيتهم يسعون إلى زراعة ما يتم إنتاجه خلال دورة سريعة لتحقيق ربح سريع رغم أن بعض أنواع الفواكه يحتاج إلى سنتين أو ثلاث ومنها إلى خمس سنوات حتى ينتج لكنه إذا أنتج يدوم إلى ما يزيد على 50 عاما وهذا ما يحقق ويعزز من الأمن الغذائي. في حين أكد رئيس طائفة بائعي الخضراوات والفواكه في منطقة المدينةالمنورة طلال صبر، أن مناطق زراعية في المملكة باتت تسحب من مناطق أخرى كميات من الفواكه والخضراوات، وبخاصة الرئيسية منها لتغطية الطلب المتزايد، وقال: المدينةالمنورة منطقة زراعية لكنها تقوم بسحب كميات كبيرة من مناطق أخرى كالرياض، ومكة المكرمة وغيرها لتغطية حاجة المنطقة. وأضاف موسم العمرة رفع معدلات الطلب في المنطقة إلى جانب كميات السحب من السوق التي تنفذها محافظات تابعة للمنطقة كبدر، والعلا لتغطية حاجتها رغم أن الأخيرة تعد واحدة من أهم المواقع في المملكة التي يمكن أن تكون سلة غذائية تمد المنطقة.