أكد صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد وزير التربية والتعليم، أن التغيرات المتسارعة في عالم اليوم تفرض ضغوطا متزايدة لإعادة ترتيب أولويات النظم التعليمية، بما ينسجم مع متطلبات التحول نحو مجتمع المعرفة، بوصفه القوة المحركة الكبرى لعمليات التطوير الشامل للتعليم. وقال لدى افتتاح ورشة العمل الإقليمية (تحسين الجودة الشاملة للتعليم العام في الوطن العربي): سعت الدول المتقدمة منذ أكثر من عقدين لمراجعة أهدافها وخططها وبرامجها، وباشرت بتطويرها لتهيئة بيئة تعليمية ذات جودة عالية، قادرة على تنمية رأس المال البشري الذي يمثل المصدر الأول للثروة في المجتمعات المعرفية الناشئة. وأضاف «كان من نتائج هذا التحول ظهور جملة من التحديات التي لامست جوهر النظم التعليمية المبنية على مقاييس العصر الصناعي في الدول النامية، التي بلغت طاقتها القصوى ولم تعد قادرة على الاستجابة لمتطلبات مجتمع المعرفة في ظل التطورات التقنية المتلاحقة والعولمة والتنافسية وارتفاع معدلات التغيير وانفتاح السوق، وتنامي ثقافة الجودة والتميز، مما أدى إلى ظهور ما يسمى بالفجوة المعرفية بين المجتمعات المنتجة للمعرفة والمجتمعات المستهلكة لها». وقال «تمثل جودة التعليم أحد أهم التحديات التي تواجه الأنظمة التربوية العربية وغيرها، يجب التعامل معها برؤية إستراتيجية متطورة لتجسير الفجوة المعرفية استعدادا للقيادة المعرفية ولمواكبة ركب رهان التنمية المستدامة في إعداد موارد بشرية مؤهلة وقادرة على المشاركة في زيادة معدلات الإنتاج والإبداع والاستثمار ولتنمية سوق العمل المعرفي العربي». وأَضاف «استدراكا لهذا الأمر، وضعت المملكة على قمة أولوياتها الوطنية جودة التعليم العام وتهيئة البيئة التربوية المحفزة للإبداع والتميز وخصصت لها الاعتمادات المالية الكبيرة، إيمانا منها بأن الاستثمار في الإنسان السعودي هو أهم استثمار في القرن الحادي والعشرين ومصدر ثروتها الأول». وكان وزير التربية قد افتتح الورشة التي تنظمها الوزارة بالتعاون مع منظمة اليونيسكو، بحضور نائب وزير التربية والتعليم الدكتور خالد بن عبدالله السبتي. ورحبت نائب وزير التربية والتعليم لتعليم البنات نورة الفايز بالمشاركين في الورشة تحت شعار (نحو تحقيق الريادة العالمية)، وقالت «إن الاستثمار في رأس المال البشري من أهم المرتكزات الأساسية التي تراهن عليها الدول المتقدمة لتطوير اقتصادها وتنويعه». من جهته، قال ممثل منظمة اليونسكو لدى الدول العربية في الخليج واليمن ومدير مكتب اليونسكو في الدوحة الدكتور حمد بن سيف الهمامي «إن منظمة اليونسكو تابعت وتتابع ما تحقق في المملكة من نهضة وتطور في جميع المجالات عموما، وفي مجال تطوير وتجديد النظام التربوي خصوصا». وأكد أن المنطقة العربية في حاجة للتركيز على جودة التعليم إلى جانب التركيز على كمية المدخلات، وأن مبادرة المملكة بإنشاء مركز إقليمي لجودة التعليم من الدرجة الثانية تحت مظلة منظمة اليونسكو يعد أمرا في غاية الأهمية بالنسبة للمنطقة.