كلمة قالها الجنرال غوشرو عام 1920م، حينما دخل إلى دمشق بعد أن ذبح المقاومين من الشعب السوري في معركة «ميسلون» واتجه نحو الجامع الأموي ووضع قدمه على قبر صلاح الدين الأيوبي، قائلا: هكذا عدنا يا صلاح الدين رغم أنفك. واليوم نستمع إلى الجنرال قاسم سليماني المسؤول عن الملف العراقي في القيادة الإيرانية يردد هذه العبارة عندما صرح قائد فيلق القدس بتبعية العراق وجنوب لبنان وسط صمت من الحكومة العراقية، أو من رئيس دولة القانون الذي يتزعمه نورى المالكي، أو من مقتدى الصدر رئيس التيار الصدري، ولا حتى من تياري الإصلاح بزعامة إبراهيم الجعفري، والمؤتمر الوطني بزعامة أحمد جلبي، ولم يجرؤ أحد منهم حتى على القول، بأن العلاقة بين العراق وإيران هي علاقة تعاون لا استعمار ولا نفوذ، ولم يأت الرد سوى من ميسون الدملوجي، الناطقة باسم القائمة العراقية وهو رد خجول يقول (إن العراق تسعى لبناء علاقات متوازنة مع كل دول الجوار وغيرها بما يضمن سلامة العراق ومصالحه وبناء الاستقرار والأمن والسلام في المنطقة التي تقوم على أساس المصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، كما قالت بأن مثل هذه التصريحات تزيد من احتقان الأوضاع وخطورتها في العراق والمنطقة). أما الشعب العراقي فإني على يقين من أنه يرفض هذه التصريحات، ويرفض أن يكون تابعا، فقد رفض الاحتلال الأمريكي، وسوف يصون قوميته، ويحافظ على وطنيته، ولن يتخلى عن مرجعيته في النجف الأشرف، لأنها ليست من مكاسب الشعب العراقي وحده بل هي من مكاسب الأمة العربية التي ترفض التبعية كما رفضت الاستعمار من قبل. إن الربيع العربي انفجر في وجه الظلم والاستبداد، حتى لو كان هذا الظالم والمستبد هو من أبناء الوطن، إن الشعوب لتغضب لكنها لن تصمت طويلا، فقد قال الفيلسوف الهندي رانبدرنات طاغور إن للاستعمار كلمة واحدة يرددها على الدوام هي «من ضعفكم أستمد جبروتي». • رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية