كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة ل «عكاظ» ملامح خطة عربية يجري التداول بشأنها لطرحها في حال استخدام روسيا حق النقض (الفيتو) لإجهاض مشروع القرار الغربي العربي لمعالجة أزمة سورية، والذي ينتظر التصويت عليه في مجلس الأمن الدولي الأسبوع الجاري. وأفادت المصادر أن الخطة التي لا تزال في طور البلورة بالتنسيق مع المعارضة السورية تقضي بالشروع في تشكيل حكومة سورية في المهجر تمثل مختلف فصائل معارضي نظام بشار الأسد، لافتة إلى أن ترجمة تلك الخطة على أرض الواقع تتطلب تقريب وجهات النظر بين الجماعات المعارضة حيال تقسيم الحقائب الوزارية والشخصيات المرشحة لرئاسة الحكومة. وتوقعت المصادر أن تشكل الخطة عنصر ضغط على السلطات السورية للتنازل عن رفضها المطلق للمبادرة العربية التي تقضي بتشكيل حكومة وحدة وطنية وتخويل الرئيس الأسد صلاحياته لنائبه فاروق الشرع تمهيدا لتنظيم انتخابات نزيهة بإشراف عربي ودولي. وفي تطور لافت، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أمس، وقف عمل بعثة المراقبين العرب في سوريا بشكل فوري، متهما الحكومة السورية ب «تصعيد الخيار الأمني»، ما أدى إلى ارتفاع أعداد الضحايا، بينما اعتبر النظام السوري تعليق عمل بعثة المراقبين محاولة للتأثير على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وتكثيف الضغط من أجل تدخل خارجي. بدوره، توقع مسؤول في الجامعة العربية أمس، أن يجتمع وزراء الخارجية العرب في مطلع فبراير المقبل لبحث إمكانية سحب بعثة المراقبين من سوريا بعد تصاعد العنف رغم جهود السلام العربية. وفي السياق ذاته، غادر أعضاء الوفد المغربي المشاركون في بعثة المراقبين العرب سورية البارحة، إلى بلادهم بعد قرار الرباط سحب مراقبيها من البعثة. إلى ذلك، استبعد مصدر دبلوماسي التصويت على المشروع الغربي العربي قبل تقديم الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني عرضا للمبادرة العربية أمام مجلس الأمن الدولي بعد غد (الثلاثاء)، مرجحا وبنسبة كبيرة استخدام روسيا لحق الفيتو لعرقلة القرار الذي ترى أنه يتجاوز خطوطها الحمراء ولا يتفق مع توجهاتها الرافضة لفرض أية عقوبات أو حظر لتصدير الأسلحة لسورية. وكان السفير الروسي في الأممالمتحدة فيتالي تشوركين شدد في تصريح عقب اجتماع لمجلس الأمن المغلق البارحة الأولى على أن بلاده لا تعتبر مشروع القرار المطروح للنقاش قاعدة للاتفاق، مستدركا بالقول «لكن هذا لا يعني أننا نرفض الحوار». وفي شأن متصل، أعلن المجلس الوطني السوري المعارض أمس، ان وفدا برئاسة رئيسه برهان غليون سيكون اليوم في نيويورك لمطالبة مجلس الأمن الدولي بتأمين «حماية دولية» للمدنيين السوريين، كما اتهم إيران ب «المساهمة في قتل السوريين»، ودعا إلى التظاهر أمام السفارات الروسية في العالم.