ولد ألفريدو باتشينو في 15 أبريل 1940، ويعتبر اليوم أحد أفضل الممثلين في تاريخ السينما الأمريكية على مر العصور. معظم الأدوار التي يقوم بها عبارة عن شخص يمتلك شخصية قوية، سرعة بديهة، تجارب الحياة لديه الحلول التي تقف أمامها المصاعب والتي يستطيع بالصبر والحيلة التي يمتلكها أن يتجاوزها. قد لايخلو مشهد من أفلامه دون أن تسمع صرخته الشهيرة يتميز هذا الممثل بقدرة كبيرة على استيعاب الشخصية التي يقوم بأدائها حيث ينسي المشاهد أن مايشاهده تمثيلا، بل وأكثر من ذلك، فهو على حظ كبير من التمثيل العفوي بحيث يقتنع المشاهد أن ما يشاهده يجري على أرض الواقع. و لعل من المميزات الفريدة لهذا الممثل العملاق؛ أنه يستطيع جذب تعاطف المشاهد مع الدور الذي يتقمصه.ففي «العراب» مثلا لا يملك المشاهد، إلا أن يفكر في الأسباب التي تدفع العراب إلى ارتكاب «جرائم»، يبدو أنه غير مقتنع بارتكابها، وأنه يجر إليها جرا، ويقترفها أو يأمر بتنفيذها رغما عنه.و نحن، على كل حال، قد نميل عندما نشاهد الجزء الثالث من العراب إلى التعاطف معه في مأساته، عندما يخسر ابنته العزيزة فتكون هذه النهاية، بمثابة التطهير الذي كان يبحث عنه، منذ البداية، لينعم بعدها بالهدوء. وفي دور «شيلوك» وهو بالمناسبة من أعظم أدوراه نشعر بالتعاطف مع هذا اليهودي الذي ظلمه المجتمع، أكثر مما نتعاطف مع «أنطونيو»، ولعل هذه نتيجة لم يتصورها شكسبير عندما كتب مسرحيته الخالدة «تاجر البندقية». بقي أن نشير، إلى أن هناك بعض النقاد قارنوا بين العملاقين «آل باتشينو» ز «روبرت دي نيرو»، في الأدوار ذات الصلة بالمافيا، وأغلبيتهم رجحوا كفة «دي نيرو»،على اعتبار أن أداءه أكثر إقناعا من أداء «آل باتشينو» و لربما لا تصح هذه المقارنة، إلا فيما يخص الجزء الثاني من العراب، أما فيما عدا ذلك فأدوارهما كانت مختلفة في الأفلام الأخرى ذات الصلة بالعصابات.و الحقيقة، في نظري على الأقل، تكمن في أن «آل باتشينو» يصلح لأدوار «المافيوزي» المفكر والمدبر والمتآمر، و «روبرت دي نيرو» يصلح أكثر لأدوار التنفيذ.