•• من يوم قلي «الريس» على كتابة هذا العمود الشعبي وباللهجة «البلدي» قلت في نفسي: إيش به عمنا يبغى يقوم الدنيا علينا.. وبالذات حقون اللغة العربية اللي ما يطيقونا (2) لمن نتكلم بلغة الحارة.. ونقول كلام دقه (3).. •• لكني بعد شوية رجعت لنفسي وقلت لها يابو عرام (4) إنت ما عليك.. قول كلمتك وتوكل على الله.. لأن الريس لازم في راسه حاجة إحنا ما نعرفها.. ويمكن يبغى يحافظ على لهجة البلد.. لا ينسوها شبابنا لانها جزء من حياتنا.. وتاريخنا.. •• بعدها.. قلت لنفسي يا الله يا واد هات من الهروج البلدي القح (6) اللي يعجب أولاد الحاره.. وينعنش عمتك «خديجة» ويخللي الناس اللي في المركاز يصهللو (7).. وساعتها إفتكرت موضوع شاغلني من زمان وزمان.. تعرفوا إيش هوه..؟ •• هذا الموضوع هو حالة «البلد» اللي ما صارت تنطاق (8).. أقصد الحياة في حارة الشام.. والمظلوم.. وحارة البحر.. والخاسكيه.. والبغداديه.. والشرفيه.. والكندره.. من بعد ما هجرها سكانها وتحولت إلى مناطق عشوائية مظلمة.. تنباع فيها أشياء غريبة من اللي ما تتسمى .. وكأنك عايش في أدغال أفريقيا.. أو في وحدة من القرى الهندية الفقيرة.. بأزقتها (9) المدمرة.. وشوارعها المظلمة.. وبالسرقات.. وبيع المخدرات.. والرعب اللي فيها.. بعدما تركناها وشردنا منها.. وكانها ما عاد صارت جدة اللي نعرفها.. وكانه ما فيه بلدية فيها ولا شرطة تحميها.. ولا ترحيل ينظفوها من الهاربين اليها.. أو الساكنين جوتها (10) •• تصدق اني ما سرت أقدر أروح لها.. أو أزور أقاربي فيها من الخوف؟! أي والله.. أكلمك جد يا بو السباع..؟ •• قصر الكلام.. ترى إزا ما تلحقونها حتندموا بكره.. وحتقولوا ان عم «هارون» نبهنا لهادي المشكلة لكننا ما سمعناه.. وساعتها ذنبكم على جنبكم.. •• تكفا (11) يا جماعة دخيلكم (12) لا تسيبوها (13) كدا(14). *** (1) حقون: اصحاب (2) ما يطيقونا: لا يحتملونا (3) كلام دقه: كلام حميم خاص (4) أبو عرام: اسم شعبي متداول ويعني (ابن البلد) (5) الهروج: الكلام الكثير (6) القح: محلي أصيل (7) يصهللوا: ينبسطوا (8) تنطاق: تحتمل (9) أزقتها: الممرات الضيقة (10) جوتها: بداخلها (11) تكفا: أرجوكم (12) دخيلكم: أطلب منكم (13) لا تسيبوها: لا تتركوها (14) كدا: هكذا