استنكر الشيخ صالح بن عواد المغامسي خطيب مسجد قباء ومدير مركز دراسات المدينةالمنورة، إسقاط بعض الأحداث الحاصلة في العالم على آيات من القرآن الكريم ومنها ما يسمى سياسيا (الربيع العربي). وقال «لا يمكن أن يكون سبب وثمار هذا الربيع كما يطلق عليه واحدة، ولا بد أن يدرك الناس أنه ليس لزاما أن تسقط آيات القرآن على الواقع». وفي تعليق له عن: الاستشهاد بالقرآن في بعض الحالات، مثل قولهم عند رؤيتهم الرئيس المصري السابق في الزنزانة: (فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية)، وعند رؤيتهم الرئيس التونسي السابق: (ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود)، والقذافي: (واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد)، أفاد المغامسي بأن هذه الاستشهادات من القرآن على مثل هذه الحالات فيها تفصيل، مضيفا «الآية إذا نزلت على كافر محض لا يجوز نقلها إلى مسلم لم يخرج من الملة، ومن الأخطاء التي يقع فيها الناس أن الله جل وعلا قال: (وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) فإن قلتها مقيدة جاز، وإن قلتها مطلقة لا يجوز لأن الله قال بعدها: (وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا * أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه)، موضحا أن سبب هذه الإطلاقات بعد هيبة القرآن عن القلوب، فمن يعلم بهيبة القرآن لا يتجرأ أن يطلقه على كل أحد». وعن ما يسمى بالتفسير الاقتصادي أو النفسي وغيرهما للقرآن كاملا قال خطيب مسجد قباء: «هذا يرتكب خطأ أولا: في أنه يركب مركبا لا قدرة له على قيادته، الأمر الثاني: ليس كل آيات القرآن يمكن شرحها نفسيا، محال، ثمة آيات أحكام لا علاقة لها بالنفس، ثمة أخبار تاريخية عمن سبقوا، لا يستطيع أحد أن يقول فيه نفسيا ولا اقتصاديا، ثمة آيات تتكلم عن الاقتصاد نعم، لكن ينبغي أن يعلم وهذا هو الخطأ الموجود أن القرآن في الأصل كتاب خاطب به القلوب لتؤوب إليه، فيؤخذ عن ما زاد عن هذا القدر بحد، حتى البلاغيون النحويون كتبوا كثيرا حول القرآن، ألفت كتب في إعراب القرآن وبلاغة القرآن وهذا حسن، لكن ليس التفسير أن تعرف الإعراب وتعرف البلاغة، التدبر الحق أن يدلك القرآن على ربك». وعمن يتسمون بالقرآنيين المتمسكين بالقرآن كمنهج لهم دون الأخذ بالسنة النبوية والتشكيك في الصحيحين، قال المغامسي: «أنا هنا أتكلم في الأوصاف لا في الأعيان، هذا القول بصرف النظر عن قائله قول باطل، باطل بالكلية ولا يمكن قبوله البتة؛ لأن الله جل وعلا أحالنا في الهدي على نبيه، وقال لنا جل وعلا: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)، وقال: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)، وقال: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)، فهذه كلها إحالات من القرآن الذي نؤمن به جميعا على النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا قلنا إن الصحيحين وهما أرفعا كتب التفسير تخالف ظاهر القرآن، إذا على ماذا أحالنا القرآن؟ القرآن لا يحول على مجهول، لكن لو قال إنسان أن ثمة آحادا من الأحاديث محدودة ما زال الناس لم يعرفوا لها معنى، أو ما زالوا متوقفين فيها، وأن القضية قد تكون خطأ في الإسناد من الناقل أو خطأ في الفهم ؟ لكان هذا القول مقبولا». وأضاف: «أما أن يأتي إنسان ويقول إن أهل الحديث جنوا على القرآن، (كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا)، أهل الحديث لما قربوا لنا السنة أجزل الله مثوبتهم فهمنا من خلال السنة كلام النبي صلى الله عليه وسلم، من خلال السنة فهمنا كلام الله تبارك وتعالى، والقرآن وما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعضد بعضهما بعضا، فإذا كنا رددنا السنة على زعم هؤلاء أن السنة تناقض القرآن، نرى أن هؤلاء عجزت أفهامهم، لكن أنا أقول له ولغيره: أي أحد يقبل على الله، هو يعلم ما انطوت عليه نيته، فإن أراد أن يقبل على القرآن ليفقهه، يسر الله له السبيل لفهم كتابه، وإن أقبل على القرآن ليعانده أو ليرمي به جزافا السنة خذله الله، فإذا خذله الله بدأ يتخبط ولا يدري ماذا يقول».