النجاح العائلي هدف عام يسعى الجميع نحوه، ويبذلون في سبيل ذلك محاولات عديدة، وسبل متنوعة، والنجاح الأسري نجاح مشترك تتقاسمه أفراد الأسرة جميعا، وهذه الأسرة لا بد لها من دستور واضح جلي سياسات توزع فيه الأدوار، وتحدد به المهام، وتبين فيه الحقوق، والواجبات. أسرة لها رسالة، ورؤية، وأهداف. نحن في مؤسساتنا التجارية، وأعمالنا الخاصة نضع أحلاما، وأهدافا، وقوانين، ونضع استراتيجيات، ونعدل هيكليات هذا في مؤسسة مادية؛ بينما في المؤسسة العائلية نهمل ذلك الجانب الدستور العائلي فالتغير السلوكي يبدأ بتغيير التوجهات والميول والتغيرات في الميول والاتجهات تحتاج لأسرة واضحة المعالم، والقوانين، والأهداف حتى يتم التغير وفق منطق معلوم، ورؤية غير ضبابية. إن تجميع الأسرة على دستور يخفف الآلام، والمعاناة، ويقطع السبيل على ممارسة التربية العشوائية، والتي تكون ردود أفعال غير تربوية في كثير من الأحيان، فأحيانا يشتكي الآباء من خروج الولد لساعة متأخرة، أو سهر البنت أمام التلفاز، أو انشغال الأولاد بالبلاي ستاشين، وغيره من المشكلات، وعندما أسأل أحد السائلين هل هناك قانون في البيت؟ يجيب لا. فنحن لم نتعامل مع قاعدة المناصفة التربوية التي تقول: إننا نساهم في حدوث المشكلة بنسبة النصف وذلك بتركنا الأمور البيتية تسير بغير انتظام، ولا منهاج ثم نشتكي لاحقا. إن التربية من خلال دستور يحدده أفراد الأسرة، ويضعون معالمه، ويشاركون في تأسيسه، وتعديله والحفاظ عليه يقي الأسرة من شرور مستقبلية، والتجربة خير برهان وللدستور خطوات أوله صياغة الرؤية العائلية (ماذا نريد ؟!).. الأسرة الناجحة تسعى لأن يكون لها غاية ولها مطلب هذا المطلب وهذه الغاية تكون نابعة من أفراد الأسرة واحتياجاتهم وقدراتهم وتسمى هذه الغايات النهائية المستقبلية الرؤية أو ماذا نريد ؟ ويراعى بالرؤية أن تكون سهلة الصياغة والحفظ مزمنة (لها زمن) مرنة قابلة للتعديل واقعية موضوعية متفق عليها من قبل أفراد الأسرة أن تأخذ مساحة زمنية لتكوينها لأنه سيستقي منها جميع أجزاء الدستور العائلي مثال لرؤية خمسية (خمس سنوات) « أن ننشىء أبناء سعداء يتحلون بالصفات الإسلامية والأخلاق الحميدة متوازنين في جوانب حياتهم ويتميز كل واحد منهم بجانب يكون فيه منتجا ومبدعا ». من خلال هذا المثال يظهر لنا وضوح الرؤية المستقبلية لهذه الأسرة، ولتحويلها إلى حيز العمل. * مستشار أسري [email protected]