كشفت ل«عكاظ» مصادر أمنية أن والدة القتيلة اعترفت بقتل طفلتها شموخ بواسطة مفتاح من حديد (جلمبو) وأكدت في التحقيقات الجنائية في القضية، أن السبب وراء اندفاعها إلى ارتكاب هذا الجرم والقضاء على الطفلة بكل وحشية، هو عدم سماعها لكلامها. وبينت المصادر أن بداية فصول هذه الجريمة البشعة، كانت بضرب الأم لطفلتها قبل شهرين، مما تسبب في كسر مضاعف في إحدى يديها كون جسدها كان نحيلا، إثر ذلك أوصى الأطباء أن يتم عمل التمارين والتقوية ليديها حتى تتحسن ويجبر الكسر بطريقة سليمة، وعندما طلبت الأم من ابنتها تنفيذ تمارين التقوية، رفضت الطفلة الانصياع لأوامرها، ما دفعها لضربها بكل وحشية مستخدمة مفتاح (جلمبو) في جميع أنحاء جسدها، وهربت إلى منزل ذويها، وأبلغت عم الطفلة لإنقاذها، وهرع لإسعافها بنقلها إلى مستشفى الأطفال، وعند وصوله كشف الأطباء على الطفلة وتبين أنها توفيت قبل عشر دقائق من وصولها، كما تبين من خلال كشف الطبيب الشرعي للطفلة أن جسد الطفلة يكتسيه الكثير من الكدمات، وضربة واحدة خلف الرأس من ناحية الشق الأيمن، إضافة لوجود جروح في جسدها لتعرضها لعنف قبل مقتلها بثلاثة أيام. وكان والد الطفلة قد ذكر للشرطة، أن الأم فعلا عنفت الطفلة ما أدى لكسر يدها، مبينا أنه سبق أن قدم شكوى لأهل زوجته من أجل إيقاف مسلسل العنف، وأقسمت أنها لن تكررها مرة أخرى، إلى أن وقعت هذه الحادثة عندما كان خارج المنزل. واقتيدت الأم الجانية بعد تصديق أقوالها في المحكمة بواسطة السجانات إلى دار الفتيات في مكةالمكرمة وهي تجهش بالبكاء داخل المركبة، حيث ظلت في وضع مرتبك عكس ما كانت عليه أثناء التحقيق إذ كانت صامتة يطرأ عليها البرود في سرد الأحداث للمحققين. من جهته، قال الدكتور سهيل خان -الاستشاري النفسي ومدير مستشفى الأمراض النفسيه في جدة- «عندما تقدم أم على قتل فلذة كبدها في الغالب تكون هناك حالة ذهنية حادة تؤثر على عقل الأم ناتجة عن هلاوس سمعية وضلالات تدفع بها لمثل هذه الجرائم، وأن المصابين بهذه الأعراض لا يكون مرضهم واضحا للأسرة أو لمن حولهم». وأشار الدكتور خان إلى أن الفصام والاضطرابات الذهنية تشتهر بأعراض ذهنية حادة كالهلاوس السمعية، فيفقد المريض صدق الأسرة معه ويرى أن قتله أو جريمته ليس خطأ، ولا يفرق بين الواقع والوهم، وأضاف أن الضلالات الفكرية توجد للمريض اعتقادات خاطئة تجاه الضحية، وتحمل عادة الغرابة وليس لها مبرر، لافتا إلى أن مريض الفصام يتمتع بذكاء خارق وذاكرة وقوة انتباه.