أصاب الرعب بعض الزملاء من الكتاب الصحفيين لأن عدداً من الوزراء والوزارات تقدموا بشكوى لوزراء الثقافة والإعلام ضد مقالات كتبها بعض الكتاب رأى الشاكون أنها تحمل مغالطات أو تجنياً أو ظلماً للجهات الشاكية، فأخذوا ينتقدون الشاكين ويتنادون «بالفزعة» للمشكو منهم مع أنهم لم يدعوهم جهاراً إلى هذه الفزعة ولم يطلبوا منهم النجدة ولعلهم أرادوا بذلك أن يكونوا أكثر شهامة من قوم الشاعر الذي قال مفاخراً بهم: لا يسألون أخاهم حين يندبهم للنائبات على ما قال برهانا! ذلك ما حصل من اضطراب على الساحة الصحفية في الآونة الأخيرة، أما واقع الأمر فإنه لا مبرر لكل هذا الرعب أو التكتل، لأن الكاتب الواثق من نفسه ومن معلوماته ومن نواياه ومقاصده لا يهم أن يستدعى لمساءلته على ما كتبه حتى لو اجتهد فأخطأ، كما أن اللجنة التي سوف تسأله عما كتبه تحكمها مواد نظامية، وحسب قول الشاعر: وأول ما قاد المودة بيننا بوادي بغيض يا بثين شباب فقلت لها قولا فجاءت بمثله لكل سؤال يا بثين جواب والمقصود بكلمة «بثين» الحسناء بثينة التي تغزل فيها الشاعر الأموي جميل بن معمر، فهو يدللها بهذا النداء الرخيم! لقد خضت شخصيا تجارب المساءلة المبنية على مقالات كتبتها فلم تعجب وزراء كانوا في مناصبهم قبل نحو أربعين عاماً فلم يصبني أو يصب زملائي من الكتاب أي رعب أو اضطراب ولم أطلب (النجدة من أحد!) ففي عهد الملك فيصل رحمه الله شكاني وزير الحج والأوقاف الشيخ محمد حسن كتبي رحمه الله على مقال كتبته في جريدة الندوة عن أوضاع موظفي كسوة الكعبة المشرفة وأنهم بلا تقاعد أو تأمينات وكان الذي حقق معي حول المقال الأستاذ الكبير علوي طه الصافي الذي كان موظفاً في وزارة الإعلام في عهد الوزير إبراهيم العنقري، فقدمت ما لدي من حقائق وانتهى الأمر كما بدأ!، كما شكاني معالي وزير المالية والاقتصاد الوطني الأستاذ محمد أبا الخيل إلى وزير الإعلام علي الشاعر بسبب مقال كتبته في الندوة أيضا عن وجود تسيب في الجمارك أدى إلى وصول بضائع وملابس عليها عبارات خادشة للحياء والذوق فحقق معي مدير المطبوعات بمكة المكرمة الأستاذ عبدالله بوقري فأثبت ما جاء في مقالي بالدليل والبرهان فطوى التحقيق كما بدأ!، ولولا ضيق المساحة لسردت وقائع مماثلة ولكن المثلين كافيان للدلالة على أن حالة الرعب الحالية من شكوى الوزراء أو الوزارات للكتاب، هي حالة غير مبررة بل تدل على قلة حيلة وهوان، أما الكاتب الواثق من نفسه ومن معلوماته فإنه قد يرد على من يهدده بأنه سيشكوه لوزارة الإعلام بقوله: هيا اشتكوني!! للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة