تفتقر قرية أبو الحجر بوادي شهدان التابع لمحافظة صبيا، للكثير من الخدمات الضرورية من الصحة والتعليم والأسفلت والخدمات البلدية، وهي في معاناة مع نقص هذه الخدمات منذ أكثر من 30 عاما. محمد علي حبيب قال «قرية أبو الحجر بوادي شهدان من أقدم قرى محافظة صبيا، وكثافتها السكانية عالية بالنسبة لكونها قرية، وهي للأسف مهمشة في قائمة الخدمات المختلفة، في مقدمتها مدارس للبنين والبنات». وأضاف «أقرب مدرسة للقرية هي ابتدائية الشخري، خلف وادي شهدان، وهو واد خطير خلال موسم الأمطار، وكانت لدينا مدرسة لمحو الأمية، وأقفلت أبوابها ولا نعلم الأسباب، ومنها حصلت أختي على شهادة المرحلة الابتدائية وعمرها 13 عاما، ليتوقف تعليمها عند هذا الحد، وهي الآن قابعة في البيت، ومثلها كثير من بنات القرية، ويعتبرن محظوظات بهذا القدر من التعليم، إذ لن تتعلمه الصغيرات لإغلاق المدرسة. وأكد عبده إبراهيم مشبري، أن المحظوظين من أبناء القرية يحصلون على شهادة المرحلة الابتدائية، من مدرسة الشخري خلف وادي شهدان، وإن قرر أحدهم المغامرة لنيل الشهادة المتوسطة، فعليه أن يتجاوز الأودية الخطرة وصولا إلى محافظة بيش، مما حدا بأولياء أمور الطلاب لتأجيل دراسة أبنائهم في المرحلة المتوسطة، إلى حين توفير مدارس قريبة. وطالب سكان القرية إدارة التربية والتعليم في صبياء، بالنظر في حل يكفل لأبنائهم أبسط حقوقهم في التعليم، مبدين تخوفهم من مرور الوقت وفوات الدراسة على أبنائهم. أما المواطن سلطان علي حبيب، فأشار إلى ضرورة توفير مستوصف يخدم أهالي القرية، حيث يعاني من عدم توفر أي من الخدمات الصحية، وهو السبب الابرز في رحيل الكثيرين من أبناء القرية إلى المدن. أما المواطن يحيى عبده مشبري فأشار إلى أن مشروع تعبيد الطرقات بالأسفلت توقف فجأة قبل وصوله القرية بعشرة كيلومترات، وخلفت الشركة وراءها الكثير من الحفر التي دمرت الطريق الترابي السيئ أصلا، وتركت أخدودا طويلا على شكل حفرة منخفضة شكل مصيدة، فضلا عن كونه مثيرا للأتربة والغبار. أما المواطن محمد عبده مشبري فلفت إلى أن القرية محاطة بحفريات الكسارات التيتحولت إلى برك تجمع مياه الأمطار، مما تسبب في الكثير من الأمراض منها مرض الملاريا، لتشكيلها بؤرا لتكاثر البعوض، وغيرها من الحشرات والميكروبات التي قد تخلف الأمراض الخطيرة. وأشار المواطن علي محمد الفارسي إلى أن أبناء القرية تقدموا بشكوى لإمارة جازان برقم 28960 وتم تحويلهم لخدمات المنطقة، وشكلت لجنة قامت بمنع الكسارة عن العمل في أخذ الردميات من الوادي، مقدما شكره للجنة مقرونا بالعتب على عدم اجبارهم الشركة بردم الحفريات التي سبق أن أحدثتها. مؤكدا معاودة الكسارة للعمل في العطل. وطالب علي أحمد حبيب بضرورة تسوير المقبرة حفاظا على حرمة الأموات، إذ تقطعها السيول، وما تلبث أن تتحول إلى مأوى للكلاب الضالة والمواشي، علما بأن مطالب تسويرها مضى عليها أكثر من 15 عاما. عبده مشبري يؤكد ضرورة وجود أبراج للاتصالات، تخدم أبناء القرية في التواصل مع ذويهم، مع أهمية تزويدها بخدمة الجيل الثالث لتسهيل المعاملات الحكومية وغيرها، حيث يضطرون للذهاب إلى محافظة بيش لإنهاء الإجراءات التي تتطلب خدمة الانترنت، المعاناة التي تنتهي بخدمة الجيل الثالث. محافظ صبيا محمد عباس حكمي، أوضح أن هناك لجنة لمتابعة شكاوى قرية أبو الحجر، ستقف ميدانيا على احتياجات القرية، مشيرا إلى أنه تمت مخاطبة الشركات التي تسببت في حفريات الوادي، وسيحاسب كل مقصر. من جهة أخرى، كشف المهندس أبو بكر مطهر، رئيس بلدية صبيا، عن وجود مشاريع لقرية أبو الحجر في ميزانية هذا العام. أما أحمد البهكلي، رئيس هيئة حقوق الإنسان بجازان، فوعد بالنظر في مطالب أهالي القرية، والعمل على تحقيقها في القريب العاجل