هو بالطبع الاستثمار الأمثل للأوطان وبما أن شبابنا يعتبر الشريحة الأكبر للمجتمع السعودي فمن حقهم علينا الالتفات لهم والاهتمام بهم والتركيز الجاد على «هذه الثروة الوطنية» التي تفوق بمليارات المرات كل ثروات الدنيا «الزائلة» والتي للأسف الشديد كنا وما زلنا وسنظل نهتم ونتفاخر بها.. نعم عز من قال «وخلقنا لكم من أنفسكم» فتنة لكم فما دورنا نحن كمهتمين بهذه الثروة الوطنية البشرية بل الأهم ما دور مؤسسة كاملة ومستقلة ومتخصصة باستثمار «الشباب» مثل رعاية الشباب في رعاية هذه الشريحة العظمى من أبناء الوطن الذين تتجاذبهم أطراف عدة. وما دور الأندية الرياضية التابعة لرعاية الشباب؟ والتي تحمل على أبوابها «لوحات» كتب عليها (نادي ياضي اجتماعي- تربوي..إلخ) من الشعارات التي لا يفعل منها إلا «الرياضي» وربما رياضة واحدة فقط.. كرة القدم لبعض هذه الأندية بل أغلبها بل إن البعض منها ليس لديه إلا فريق كرة قدم أول.. حتى الصفوف الأخرى كرويا لا استثمار لها وللأسف أن غالبية هذه الأندية تفعل ذلك مع استثناء خاص للنادي الأهلي السعودي الذي يفعل كل النشاطات الرياضية بل هو النادي الوحيد الذي يستحق إطلاق «مسمى ناد» عليه، حيث الواقع يثبت ذلك وما قام به الرمز الأهلاوي الخالد «أبو فيصل» من إنشاء الأكاديميات والمدارس والمرافق المتعددة لإنجاح كل الفعاليات الرياضية وآخرها تكريم مجموعة رائعة من أبطال المملكة من أبناء النادي الأهلي المشاركين في الدورة العربية التي أقيمت مؤخرا في قطر ولم يشر لها الإعلام إلا عبر خبر على الماشي، ولو كان هذا الإنجاز خاصا بناد آخر يملك الآلة الإعلامية الأكبر لرأيت صورهم وحفظت أسماءهم ولكن ليس هذا المهم، ولكن المهم بل الأهم هي الثروة البشرية التي تحتاج لتفعيل هذه التوجهات الرياضية والمذكورة على لوحات الأبواب، ولا أعلم لماذا رعاية الشباب الموقرة لا تحاسب هذه الأندية على «شطب» هذه الأنشطة، وكان حريا بها مطالبتهم بإعادة تفعيلها مع التلويح بمحاسبتهم وتخفيض الإعانة التي تصب كلها لكرة القدم فقط لا غير من أجل استثمار منسوبي ومشجعي هذه الأندية خير استثمار وليس رعايتهم عن طريق المدرجات وتكريس التعصب الأعمى لناديهم وكأنهم يقدمون لهم الدروس المجانية عن بعد كما هو رائج في بعض وسائل التعليم الحديث، مما كرس كثيرا من الممارسات الخارجة عن الأدب والذوق، ناهيك عن الخروج عن تعاليم الكتاب الكريم والسنة النبوية المشرفة التي تحثها على حسن التعامل مع بعضنا البعض وللأسف أن بعض إدارات الأندية هي من تقوم بدور المعلم لهذا التعصب ضد الآخر، فمن المتفرض مراقبة مثل هذه التجاوزات الصادرة من بعض مسؤولي الأندية الذين يشعلون الفتنة بين الجماهير وبقية منظومة الرياضة السعودية لن نتجاهل دور البيت والمدرسة في تربية وتهذيب الثروة البشرية لكن للأسف الشديد أن مرتادي المدرجات بل بعضهم يخرجون عن النص منساقين خلف فكر وتوجه من يديرهم عن بعد وكان حريا بهذه الإدارات التي تستفيد من هذه الثروة البشرية التي يفتح لها المدرجات مسبوقة الدفع ليمارسوا من خلالها كل ما يسيء للوطن جملة تفصيلا.. نعم هناك أخطاء وتجاوزات من الحكام ومن لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم ولكن كل هذه التجاوزات لا تبرر أبدا ويجب أن يتم اختيار من يدير هذه الأندية الملامسة للثروة البشرية تلامسا قويا، حيث يلتقون جميعا في حب وتشجيع ناد واحد لكن بعض هذه الجماهير وإداراتها تثور لخطأ واحد حدث لفريقهم فماذا تفعل جماهير أندية أخرى ضاعت عليها بطولات كثيرة بفعل هذه الأخطاء ولا يتذكر هذا الإداري وذاك المشجع ما حصل عليه من بطولات كثيرة كان فيها بعض الأخطاء التحكيمية لصالح ناديه ولم يظهر حينها هؤلاء الإداريون والجماهير لنصرة الفريق والجمهور صاحب الحق المسلوب لصالحهم، لن ندعي المثالية ونطالب بالعدل والمساواة ولكن نطالب بالهدوء والصبر على خطأ واحد ما هو إلا بعض النقاط، لذا نأمل من هذه الأندية ورجالها أن يعودوا لتدريب وتربية جماهيرهم عن بعد أيضا وتعليمهم أبجديات القبول ببعض الأخطاء على اعتبار أنها جزءا من اللعبة، كما أن من حق هذه الثروة البشرية استثمارها فيما يرفع اسم الوطن أولا والنادي ثانيا والمجتمع ثالثا وأخيراً فهل هم فاعلنون؟؟؟ خاتمة: أنت ترير وأنا أريد والله يفعل ما يريد