لم تكن صورة رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد وهو يقف إلى جوار رئيس نادي الشباب خالد البلطان وإلى جوارهما رئيس نادي القادسية عبدالله الهزاع صورة تقليدية، بل كانت لقطة «استثنائية» في تاريخ الكرة السعودية، يمكننا أن نصفها ب «نقطة تحول»، يجب أن تُكرس وتستمر وتستثمر، لأنها تعزز من الحالة «الإيجابية» للممارسة الرياضية في أبهى صورها، بدلاً من صور التعصب «المقيتة» التي يتمنى فيها البعض أن ينهزم المنافس «المحلي» له عندما يكون طرفاً في مباراة «خارجية»، وهي حالة معهودة لدى الجماهير بلغت حدها الأقصى في تمنى هزيمة «المنافس» بغض النظر عمن كان خصمه. الشباب والهلال رسما خطاً جديداً، وعلى كل الأندية السير في ركابه والانضمام إلى القادسية الذي لحق بالركب، وطالما أن الأندية خطت «الخطوة الأولى» فإنها ستقطع طريق الألف ميل حتى بلوغ ما نتمناه جميعاً بإسهام الرياضة في تعزيز قيم المحبة والإخاء والانتماء والمواطنة الحقة، من أجل أن تحل بدلاً من الضغينة والبغضاء التي أثارتها ولا تزال تثيرها مناسبات رياضية لعبت دوراً «فجاً» بمساندة «قياديين» كنا ننتظر منهم دوراً «أجمل». خطوة رئيسي الهلال والشباب جديرة بتفعيلها في المناسبات المقبلة، اذ نتطلع إلى مشاهدة معظم رؤساء الأندية يساندون أندية الوطن في الاستحقاق الآسيوي، وهو منطلق حقيقي نحو نبذ التعصب والتوجه بالرياضة نحو أهدافها الحقيقية، خصوصاً أن الأوساط الرياضية في ملاعبنا عانت في الآونة الأخيرة من تجاوزات لبعض قيم اللعبة سواء من خلال تصريحات بعض مسيري الأندية أو ما حدث في المدرجات من تطاول على أساسيات التشجيع المثالي. متى ما تعامل الاعلام الرياضي مع ما قدمه الأمير عبدالرحمن بن مساعد وخالد البلطان بنظرة خالصة من ألوان الأندية سنرى في المستقبل القريب تكاتف جميع أنديتنا خلف أي ممثل للوطن في الاستحقاقات الخارجية، كما أن المنافسات المحلية ستتخلص من الكثير من الشوائب التي شوهت الكثير من المواجهات الكبيرة، وستخف وطأة التعصب لدى الشارع الرياضي، بل وقد نرى اعلاماً رياضياً متوازناً يعطي كل ذي حق حقه.