في الوقت الذي أعلنت فيه هيئة تطوير مكةالمكرمة والمشاعر عن جدول نزع ملكيات أكثر من 3600 عقار لصالح تنفيذ طريق الملك عبدالعزيز - الذي يربط القادمين من جدة ومطار الملك عبدالعزيز مباشرة بالحرم المكي والمنطقة المركزية بطريق حضاري بأربعة مسارات -؛ يسجل سكان مكةالمكرمة حدثاً تطويراً مهماً؛ حيث سيزيل المشروع العملاق عشرة أحياء غارقة في العشوائية، وهي أحياء نشأت بلا تخطيط حضري وتناثرت داخلها مساكن عشوائية. وتبيّن ل»الرياض» أنّ (90%) من الأحياء المقرر إزالتها ذات مباني قديمة وشعبية، تخترقها أزقة ضيقة يصعب على سيارات الأمن والخدمات البلدية والدفاع المدني الوصول إليها ولا تعترف بالتخطيط البلدي، وسيتم تحويل أحد هذه الأحياء إلى أكبر جامع بعد الحرم المكي باسم جامع الملك عبدالله بن عبدالعزيز على مساحة (124) ألف م2 تجاوره الحديقة المركزية على مساحة (230) ألف م2. واعتبر اللواء متقاعد «عبد السميع قاضي» أنّ المشروع الجديد سيحقق أبعاداً أمنية واسعة؛ لأن أجزاء كبيرة من تلك الأحياء كان من الصعب الوصول إليها، لضيق أزقتها، ولذلك تحول البعض منها إلى أشبه بأوكار لممارسة المحضور. وكشف «الشيخ يوسف الأحمدي»-عضو لجنة تقدير العقارات- عن الإستجابة السريعة من السكان لإخلاء منازلهم؛ لتنفيذ المشروع، وذلك ثقةً منهم بأهمية المشروع، وأنّه خطوة نحو التطوير، وقال: «إنّ تنفيذ طريق الملك عبدالعزيز الموازي سيخلق مناطق استثمارية واسعة؛ لبناء واجهات فندقية راقية، ستنقل مكةالمكرمة إلى المدن الأكثر تطوراً، وتحقق تطلعات ولي الأمر في جعلها مدينة ذكية». التراجع عن البناء في «العسيلة» بسبب الروائح المواشي و»العسيلة» من جانب آخر يعاني أهالي مخططات «العسيلة» -إحدى الضواحي السكنية داخل حرم مكةالمكرمة- من روائح حظائر المواشي، الأمر الذي فجر أشبه بأزمة مطالبات بإزالة الضرر. وكشف «عبدالعزيز بن رشيد»- معلم من سكان الحي- أنّه على الرغم من تقديم عشرات البلاغات، إلاّ أنّ السكان لم يجدوا من حرك ساكناً، في حين تحاصرهم الروائح المنتنة داخل منازلهم. وأوضح «بدر الهذلي» -من سكان الحي- أن حلقة أغنام منطقة الشرائع المجاورة ل»العسيلة» قد صدر أمر بنقلها إلى موقع في «حي الخضراء» لكن الأهالي صدموا ببقاء باعة ومربو الماشية، الذين لم يستجيبوا للنقل؛ بحجة عدم قدرتهم على تحمل تكاليف استئجار الحظائر الجديدة، وظلّوا في مواقعهم فلا هم استجابوا للتوجيه أمانة مكة، ولا أنهم غادروا الموقع لمناطق بعيدة عن النطاق العمراني. وبيّن «سعد اللحياني» أنّ الفرحة بالمنزل الجديد بعد تنقل (17) عاماً بين الشقق لم تكتمل؛ بسبب انبعاث الروائح الكريهة التي لم تفلح في طمسها معطرات الجو، لدرجة أنّه أصبح يتحرج من إقامة ولائم المناسبات في المنزل، وأنّ حظائر الأغنام تفتقر لأبسط المقومات السليمة؛ فلا قنوات لتصريف المياه التي تشربها الماشية مما يعرض المياه المستخدمة للتلوث، وغياب الوسائل الصحية في التخلص من المخلفات؛ حيث عادةً ما يعتمد الرعاة على جمعها في أكياس ورميها أو إحراقها، وتنتشر الأدخنة السامة التي تزكم الأنوف وتخنق التنفس. وأشار «مناحي العتيبي» إلى أنّه في ذروة الطلب على العقار، وفي ظل أزمة الإسكان التي تشهدها مكةالمكرمة؛ حيث تنفذ مشروعات إزالة المنازل لصالح المشروعات الحكومية العملاقة، تتعامل الجهات المعنية ببرود مع التجاوزات البيئة الخطيرة في واحدة من أنشط المناطق من حيث التعمير، فيما قال «عبيد الحربي»: «لسنا في مناطق نائية أو قرى بعيدة، حتى تتجمع مئات الحظائر حول النطاق العمراني، وبمسافات قريبة». وألمح «صالح الهذلي» أنّ روائح الحظائر تسببت في آثار اقتصادية؛ وساهمت في تراجع الإقبال على استئجار المساكن في عمائر الحي، وكبدت أصحاب الشقق خسائر في تخفيض أسعارها مخططة ومعتمدة.