أكد ل «عكاظ» نائب رئيس لجنة الحكام إبراهيم العمر أن الحكام يحظون بالتقدير والاحترام من جميع المنتمين للوسط الرياضي، وأن ما يحدث ما بين فترة وأخرى تجاه الحكام لا يعدو كونه حالة غضب بعد نتيجة مباراة معينة وتنتهي سريعا. وأضاف «الكل أشاد هذا الموسم بالحكم السعودي وبالمستوى المميز الذي يقدمه من خلال إداراته للكثير من المباريات في الجولات السابقة وتقديمه عطاء رائعا استحق الإشادة من الجميع، وأن بعض التصريحات التي تصدر من بعض مسؤولي الأندية التي تنتقد الحكام لن تؤثر على مسيرة الحكام هذا الموسم، فنحن نقدر جميع الأندية ومنسوبيها، ونتقبل النقد البناء والإيجابي الذي يطرح من الجميع، ولكن على الجميع معرفة أن أخطاء الحكام جزء من اللعبة، ويجب تقبل هذه الأخطاء التقديرية، والكل يعلم أن أفضل الحكام هو أقل أخطاء، وكلنا ثقة في حكامنا على تقديم مستويات مميزة في ما تبقى من منافسات هذا الموسم». وعن حماية لجنة الحكام للحكام من النقد اللاذع الذي يوجه لهم من مسؤولي الأندية قال «هناك لائحة انضباط أقرها الاتحاد السعودي لكرة القدم تحمي الحكام من الاتهامات والنقد الجارح الذي يوجه إليهم من قبل مسؤولي الأندية وهذه اللائحة قادرة على حماية حقوق الحكام، بالإضافة إلى أن الحكم السعودي أصبح أكثر تحصينا ضد هذه التصريحات المثيرة من مسؤولي الأندية». وتابع «حكامنا على قدر كبير من المسؤولية ويعرفون أهمية الجولات المتبقية من دوري زين، وبكل أمانة حكامنا يقومون بالتدريبات بانتظام ويعون أهمية قيادة المباريات والخروج بها إلى بر الأمان». المتعصبون سبب رئيسي من جهته، أوضح نائب رئيس لجنة الحكام السابق والمقيم الحالي الدولي السابق عبدالرحمن الزيد أن هذه الظاهرة خطيرة ولابد من الحزم معها والضرب بيد من حديد على مرتكبيها ومعاقبتهم علنا حتى لا يفكر غيرهم في تكرار ما حصل، مبينا أن ما حدث هو تعد على النفس والممتلكات ولابد من إلقاء القبض على الجناة بأسرع وقت وتقديمهم للعدالة، وهذه مسؤولية الجهات الأمنية وليس من مسؤولية الرئاسة العامة لرعاية الشباب، لأنه ليس من المعقول أن تصل رياضتنا إلى هذا الحد، مفيدا بأنه إذا أهمل الوضع أو تم التساهل معه سوف تتكرر هذه الأحداث، مشيرا إلى أنها ليست المرة الأولى التي يتم التعدي على حكم، فهناك زملاء حكام تعرضوا من قبل لمثل هذا ولم يتخذ أي إجراء، بالإضافة إلى أن بعض مسؤولي اللجان الذي يتعرضون إلى رسائل تقشعر منها الأبدان، وذكر أنه عندما كان عضوا في إحدى اللجان كان يتعرض لرسائل بذيئة، وعن الأسباب التي أدت لانتشار هذه الظاهرة قال الزيد: إن بعض المنتسبين إلى الإعلام يؤججون مشاعر المتعصبين وكذلك بعض منسوبي الأندية من رؤساء وإداريين ومدربين، بالإضافة إلى عدم اتخاذ عقوبات رادعة، وأضاف أنه يجب أن يعرف الجميع أن أخطاء الحكام جزء من اللعبة ولا يوجد دوري في العالم ليس فيه أخطاء فجميع الحكام يخطئون. توعية المجتمع رياضيا من جهته طالب الحكم الشاب والمرشح بقوة لحمل الشارة الدولية العام المقبل عبدالرحمن الأحمري بتطبيق أشد العقوبات على من ينتهك أمن هذا البلد ومواطنيه، كون الحكم قبل أن يكون حكما فهو مواطن، مفيدا بأن الحادثة ليس لها علاقة بالرياضة وهذه أشياء دخيلة على مجتمعنا، مبينا أن الرياضة وسيلة للمحبة وتنمية الإخوة والترابط وليست غاية لتفريق المجتمع وإثارة التعصب الرياضي وإدخال بعض الأفكار التي ينهى عنها ديننا الإسلامي الحنيف.. جاء ذلك خلال تعليقه على ما حدث للحكم مطرف القحطاني من اعتداء على منزله، وقال الأحمري يجب توعية المجتمع الرياضي وكل من يهتم ويشاهد كرة قدم على ثقافة تقبل أخطاء الحكام مهما كانت تعريفهم بأنها جزء من اللعبة وغير متعمدة ولابد من حدوثها طالما هناك كرة قدم تلعب وهي مثل أخطاء اللاعب والمدرب ولايوجد هناك حكم لا يريد النجاح لنفسه، كما لايوجد حكم في العالم لا يخطئ مهما وصل من التميز والإبداع التحكيمي، حيث شاهدنا والكل شاهد بكأس العالم التي يتواجد فيها أميز الحكام ونخبة الحكام بالعالم بحدوث أخطاء غير متعمدة ومؤثرة غيرت نتائج بعض المباريات ولم نشاهد أن أحدا أشار إلى أن الحكم تعمد بإخراج منتخب بلاده من البطولة. من جانبه، ذكر الحكم الشاب صالح الهذلول، وهو أحد المرشحين للشارة الدولية، أن ما حدث سيجعل أي منتسب للتحكيم أو يفكر في الالتحاق به يغير حساباته، لأنه ليس من المعقول أن يضحي الإنسان بأسرته وأبنائه من أجل التحكيم، مشيرا إلى أن الحكم يضحي بوقته في مجال التحكيم ومن أجل حبه للتحكيم ومقابل أجر لا يتجاوز 1200 أو 1300 ريال لو عمل في أي مجال آخر لحقق أضعافها ولكن ما يبقيه في التحكيم هو حبه لهذا المجال ولكن لو حس أن هذا المجال سيؤذي أسرته فسيعيد حساباته، مفيدا الحكم بعد هذه التصرفات الدخيلة على مجتمعنا أصبح يقود المباراة وتفكيره في أسرته وأبنائه خوفا عليهم، خصوصا أن الحكم يغيب عن منزله أحيانا عدة أيام بسبب التحكيم. وأفاد بأن الجميع استبشر خيرا مع مقدم الأمير نواف ومنع التصاريح التي تمس الحكام مما كان له الأثر على تحسن مستوياتهم، ولكن ظهرت في الآوانة الأخيرة تصرفات دخيلة وتحتاج عقابا رادعا وعلنيا لأنه لو تمت معاقبتهم ولم يعلن عن ذلك ستتكرر، لأن الباقين لن يعرفوا بالعقوبة. وذكر الهذلول بأنه يجب على جميع الرياضيين معرفة أن الأخطاء التحكيمية جزء من اللعبة والحكم يتخذ قراره في جزء من الثانية وهو يخطئ كما يخطئ اللاعب، متمنيا بأن لا يشاهد هذه الأحداث تتكرر والتي قال إنها تشوه رياضتنا مثل ما يشوهها نزول الجماهير للملعب، وطالب بالاستفادة من تجارب البلدان المتقدمة وعدم البدء من الصفر وإنما البدء من حيث انتهوا. عقوبة رادعة بدوره أكد يوسف بن صالح الخميس مدير مكتب رعاية الشباب بالأحساء بالنيابة أن ما حدث لا يمت للرياضة وهو يشوه الرياضة السعودية، وكل عاقل لا يقره مطالبة بتغليظ العقوبات على مثل هذه التصرفات والتشهير بمرتكبيها لأنها جريمة ومن ارتكبها يعرف أنه يرتكب جريمة، والدليل أن مرتكبيها ملثمون لأنهم بذلك يدركون ما يفعلون ويخافون من أن يتمكن أحد من معرفتهم، مطالبا منسوبي الأندية والإعلام بعدم تأجيج التعصب فالرياضة تنافس شريف لا يبعث الكراهية. وأضاف يجب على الأندية أن تقوم بدورها في تثقيف الجمهور وعدم إغفال المحاضرات التثقيفية لزيادة الوعي وإبراز خطورة بعض التصرفات التي تشوه حتى سمعة رياضة البلد في الخارج، وأفاد بأن حتى الأشخاص الذين لا يتابعون الرياضة يستغربون ما حدث، مبينا أن الشباب ثروة ولابد من احتوائهم وتثقيفهم.