لو علمت الدار بمن زارها فرحت .. واستبشرت ثم باست موضع القدم. بهذه الكلمات الترحيبية استقبل عبد الصمد محمد عبدالصمد عمدة حارة اليمن والبحر، ممثلا باقي كبار عمد جدة، في حفل تكريمي أقيم الخميس المنصرم في حارة الشام والمظلوم، أشرف عليه وشارك في تنظيمه مجموعة «قلب جدة»، وضم نخبة من كبار شيوخ وأعيان الطائف قدموا إلى قلب جدة، وعلى رأسهم شيخ مهندسي صنعة المفاتيح في الطائف همام بن صادق، لتكريم عمد جدة، وزرعوا في دروبهم زهور رمان وكروم عنب، ففاحت في حواري جدة روائح ورد الطائف الطيبة طيب نفوسهم وجمال أرواحهم، وسط أجواء فلكلورية حجازية أغنتها أناشيد المجس ولعبة المزمار. من هدا الطائف وبساتينها قدم همام بن صادق إلى مدينة جدة، حاملا معه تحفا من الماضي وعبق التاريخ ليهدي عمد جدة القديمة، ملاك باعيسى عمدة الشام والمظلوم، وعبدالصمد محمد عبدالصمد عمدة اليمن والبحر، ومنصور عقيل الشرقي عمدة الصحيفة والعمارية، مفاتيح نادرة تحكي تاريخ المنطقة الغربية، وأسوار مدنها الحصينة التي زالت مع تغير الزمن وتطور التركيبة الاجتماعية والهندسية للمدن بشكل كبير في ظل القيادات الحكيمة التي لم تأل جهدا على مر السنين لتطوير المدن والارتقاء بأمن المواطن والمواطنين ومواكبة التقدم المستمر. وقال «النسخ التي سأهديها صنعتها بنفسي يدوياً على الطريقة التقليدية القديمة عبر صب النحاس الخالص في قالب خاص لنسخ المفاتيح.. وهذا ما يجعل من تلك المفاتيح نادرة، بعد أن انقرضت مع الشكل الحديث للمدن، وغياب مفهوم الأسوار القديمة التي كانت تحيط بالمدن من أجل حمايتها». بينما قام فريق «قلب جدة» بإهداء الحاضرين كتيبا توثيقيا قيما تناول لمحات حول تاريخ مهنة صناعة المفاتيح، وفن المجس، ولعبة المزمار، وغيرها. منطقة البلد، أو المنطقة التاريخية في جدة، تشهد تطورا سياحيا وحركة اجتماعية وثقافية غير مسبوقة.