حذر مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ من صور الاتجار بالبشر المختلفة، مشيرا إلى أن هذا ظلم وعدوان وأكل أموال الناس بالباطل. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها في جامع الإمام تركي بن عبدالله وسط الرياض أمس: «من صور ظلم العمال الاتجار بهم كما يفعل بعض أولئك فيتجرون بالخادمات أحيانا ويستقدمونهن على أن يكون المرتب ألف ريال مثلا ثم يؤجروهن على آخرين بأضعاف الأجرة ويأخذون ما زاد ليعطوا الخادمات أقل من ذلك عن جهل منهن وعدم قدرة وعلم بحقيقة الأمور. وأضاف: «هذا خطأ ومخالف للشريعة، فإن أولئك أحرار وليسوا أرقاء لك تتصرف بهم كيفما تشاء، فالله خلق أبناء آدم أحرارا وإنما الرق طارئ لأسباب الكفر والضلال وإلا فالأصل أنهم أحرار لهم حقوقهم الواجبة». وأبان المفتي إن من صور ظلم العمال والخدم والمستأجرين تكليفهم مالا يقدرون عليه ولا يستطيعون القيام عليه وتهديدهم إن قصروا بقطع شيء من المرتب ونحو ذلك، وقال: «هذا من أنواع الظلم»، مبينا أن من صور ظلم العمال، تأخير مستحقاتهم والمماطلة بها إلى أن تمضي الشهور العديدة وهم لا يحصلون عليها، إضافة إلى جحد الحقوق وإنكارها والتنصل منها ودعوى أنه أعطى ولم يعط وهذا يقع من بعض الأفراد والمؤسسات والشركات فلا يبالون وربما استغلوا جهل الجاهل ووقعوه على أشياء لا يعلم حقيقتها، ويدينونه بها والله يعلم إنهم كاذبون. وأضاف «من أنواع ظلم العامل عدم توفير الأمور الأساسية له التي اتفق مع العامل عليها من مسكن أو غذاء أو أمور صحية وهذا لا يجاوز، وعلى المسلم أن يظهر بالصورة الحقيقية التي جاء بها الإسلام وهو الوفاء وأداء الحقوق والالتزام بها». وزاد «من التلاعب أيضا استخدام العمال لمؤسسات وهمية ومصانع لا حقيقة لها في الوجود، فيأتي العامل ينتظر العمل في المؤسسة أو المزرعة أو أي مكان معين، فإذا به يجد صاحبه قد أخبره بخلاف الواقع للعمل، ثم يتركه في الشوارع ويكون لهم بالمرصاد كل شهر وينافسه على أجرته ويستغل شيئا منها وهذا ظلم وعدوان، إضافة إلى أن بعض أصحاب العمل لا يجعلهم يسافرون أو يجددون إقاماتهم إلا بمقابل وهذا ظلم وعدوان وأكل مال بغير حق وهذا باطل وخطأ»، وأكد آل الشيخ «من صور ظلم العمال سبهم وشتمهم وتعييرهم بمهنهم وبلدانهم وقذفهم بالألفاظ البذيئة، أو إعطائهم حقوقهم من الزكاة، وهذا لا يبرئ صاحب العمل مما استحق عليه تجاه ماله، فالزكاة لا تسقط واجبا كما أنها لا تسقط النفقة على الأبناء والوالدين وبقية الحقوق الواجبة». وحول حقوق العمال، قال الدكتور إحسان المعتاز عضو هيئة التدريس في جامعة أم القرى: «كثير ما نسمع ونشاهد الشكاوى من العمال ضد أصحاب العمل وهذا أمر ملموس، ونصيحتي لأصحاب العمل إذ لا يتطاولوا على العمال أو يأخذوا حقوقهم بغير وجه حق، وهذا من الظلم الواضح، أما الدكتور المحامي عدنان الزهراني فقال: «ما نلاحظه من أصحاب العمل اتجاه العمال ظلم واضح وعلينا جميعا أن نتكاتف من أجل رفع الظلم عنهم سواء كنا أفرادا أو مؤسسات حقوقية»، وأضاف «ينبغي على اللجان العمالية ومكاتب العمل تحري ما يعاني منه العمال والبت في قضاياهم سريعا».