استحدثت جامعة الملك عبدالعزيز في جدة برنامجا للدراسات العليا في تخصص مهارات الاتصال، يعد الأول من نوعه على مستويات جامعات المملكة ونظيراتها العربية. ويتولى قسم مهارات الاتصال في كلية الآداب تقديم البرنامج الذي يحاكي الجامعات العالمية منذ عام تقريبا، وتنبع أهمية هذا العلم كما وصفه مختصون لارتباطه بالتواصل الإنساني والمهارات التي يحتاجها الفرد بصورة يومية، علاوة على احتوائه على كثير من العلوم الإنسانية الأخرى. وشهد البرنامج إقبالا منقطع النظير من طلاب وطالبات تجاوزت أعدادهم الآلاف، رغم قصر عمر دخول هذا العلم إلى الجامعة، رغبة في إكمال الدراسات العليا في التخصص ذاته. من جهته، أكد عميد الدراسات العليا في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عدنان الحميدان أن موافقة مجلس عمادة الدراسات العليا على برنامج الماجستير في تخصص مهارات الاتصال، جاء بعد تقييم متخصصين في مؤسسات تعليمية عالمية للبرنامج، وتأكيدهم على جودته وتوافقه مع حاجات الجامعات، لافتا إلى أن أهمية البرنامج تنشأ من حاجة المجتمع لمختصين في هذا المجال في ظل غياب البرامج المثيلة، إضافة لاحتياج سوق العمل ومؤسسات المجتمع المتنوعة له. إلى ذلك أبان رئيس قسم مهارات الاتصال في الجامعة الدكتور نوح الشهري أن البرنامج يهدف إلى تأصيل مهارات الاتصال، كما يمد البرنامج الجامعات السعودية والمؤسسات المختلفة بكوادر متخصصة في مهارات الاتصال تسهم في تطوير الأداء الاتصالي لدى الملتحقين بالبرنامج. وعرض البرنامج على اثنين من المحكمين وهما أستاذ الإعلام في جامعة حلوان في جمهورية مصر العربية الدكتور محمد عبدالحميد، حيث هنأ بدوره قسم مهارات الاتصال على بادرة تقديم البرنامج في المملكة والوطن العربي، كما أشاد أستاذ الإعلام ورئيس قسم الصحافة في أكاديمية أخبار اليوم الدكتور فوزي خلاف بالبرنامج لمساهمته في تخريج جيل واع بأهمية التخصص. فيما أبدى أحد أعضاء جامعة كولورادو الدكتور قرق دكينسون إعجابه بالبرنامج، مثنيا على فكرة إدراج مهارات الإلقاء والتواصل اللفظي والكتابة الإعلامية ضمن هذه المادة، وجدية وتكامل البرنامج، وشموليته على المواد الأساسية في تخصص مهارات الاتصال في درجة الماجستير. واكتسب البرنامج أهمية وحضورا لافتا في ظل عدم وجود برامج مشابهة له في جامعات المملكة، إضافة إلى ضرورة حرص الجهات على الاستفادة من برامج هذا العلم كالجامعات السعودية، المؤسسات الإعلامية، إدارات العلاقات العامة والاتصال في جميع الوزارات والمصالح والشركات، وزارة التربية والتعليم، هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مؤسسات المجتمع المدني مثل (الجمعيات الخيرية، وجمعية حقوق الإنسان). في حين عبر عمرو سالم طيبه أحد طلاب برنامج ماجستير مهارات الاتصال عن رأية قائلا «لا يخفى الدور الذي تلعبه مهارات الاتصال في التغيير والتطوير العالمي على كافة المستويات الاجتماعية، الاقتصادية، والثقافية، ففكرة إنشاء مسار الماجستير تعد قفزة نوعية رائدة خصوصا أنها تواكب توجه المملكة في نشر ثقافة الحوار بين أطياف المجتمع». ويشاركة الرأي الطالب أحمد مخضور السلمي الذي أكد أن برنامج ماجستير مهارات الاتصال يجمع بين الفائدة العلمية ومتعة التطبيق، منوها إلى أن جامعة الملك عبدالعزيز لها السبق في تدريس هذا التخصص كدراسات عليا، معتقدا أنه وبمرور الوقت ستدرس علوم فرعية من هذا العلم في كليات أخرى، كالاتصال الإداري في كلية الاقتصاد والإدارة والاتصال الطبي في كلية الطب.