أطلقت الجمعية الفلكية في جدة البارحة الأولى برنامجاً لتوثيق الأدوات والطرق الفلكية التي استخدمت قديما من قبل سكان الجزيرة العربية تحت مسمى «برنامج توثيق وسائل الرصد الفلكي القديمة في الجزيرة العربية». وقال رئيس الجمعية المهندس ماجد أبو زاهرة «هدف هذا البرنامج هو لتوثيق كافة الأدوات والطرق والوسائل القديمة التي استخدمت للتعرف على بداية المواسم أو مواقع النجوم والأحوال الجوية». ونوه أبو زهرة أن سكان الجزيرة العربية في القدم استخدموا في البدء عيونهم فقط لرصد السماء وبعد ذلك بدء استخدام المزاول الشمسية فقد أسهم العرب إسهاما كبيرا في مجال علم الفلك ومراقبة النجوم، فقد اهتموا بمراقبة السماء قبل الإسلام وزاد اهتمامهم بعده، لأن الإسلام وضع قوانين ثابتة لمواعيد أوقات الصلاة، الصباح والحج، ومن أجل ذلك رصدوا النجوم ورسموا مخططات دقيقة لمواقع ولم يكن لدى العرب في بادئ الأمر مراصد فلكية متخصصة لمراقبة النجوم ولكن ومنذ القرون الوسطى بدأ العرب الاهتمام بصناعة بعض الأدوات مثل المزاول الشمسية، وبعد ذلك تطورت الآلات وتم في القرون الوسطى إتقان أجهزة عديدة مفيدة كالإسطرلاب الذي استخدم لعدة أغراض منها معرفة مواقع النجوم. وأداة «ذات الحلق» التي تشبه الكرة السماوية نوعا ما. وهناك «الربعية» المستعملة لتخطيط المواقع النجمية ومواقع الكواكب بحيث يمكن معرفة ارتفاع النجوم فوق الأفق. فيما ابتكر العرب في الجزيرة العربية العديدة من المعدات والطرق المختلفة لمراقبة السماء ومعرفة أوقات الصلاة والوقت وبداية الأشهر القمرية وبداية الفصول الأربعة وغير من الاستخدامات كالتعرف على الطرق أثناء الليل خلال الأسفار وتلك الأدوات قد تكون صغيرة الحجم يسهل نقلها من موقع إلى آخر أو محمولة أو تكون ثابتة في موقع خاص وتكون مشكلة من صخور في وضع معين. وبين رئيس الجمعية الفلكية في جدة أن هذه المعلومات التي سيجري الحصول عليها للطرق والوسائل والأدوات التي استخدمت قديما في كافة مناطق وقرى المملكة سيتم تدقيقها وجمعها في كتاب واحد باللغتين العربية والإنجليزية بهدف الحفاظ على تلك المنجزات من الاندثار.