كنت وما زلت أتابع تلك الجلسات المعلنة وغير المعلنة لمجلس الشورى مع ما يستجد من أعمال وقضايا ومشروعات وطنية وما يتحقق للوطن كل يوم من إنجازات مذهلة وتنمية مستدامة واستباقات متعددة في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية تنفيذا لتوجيهات رائد النهضة السعودية الكبرى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز. وفي الواقع إذا كان هناك ما يميز مجلس الشورى لدينا فهو الصراحة والشفافية والوضوح والمباشرة والحوار وثقافته المتنوعة بين رؤساء وأعضاء مجلس الشورى. ولأن ولي الأمر أراد من هذا المجلس أن ينهض بمسؤولياته الوطنية وهو الهدف الأسمى من لدنه يحفظه الله وأمنياته ومستقبله بعيدا عن الانتماء القبلي والفئوي أو الاجتماعي وما إلى ذلك إلا أن ابتعاد المجلس ومشاوراته وحواراته عن القضايا الإنسانية للمواطن يدعونا للتوقف هنا في أعمال المجلس وتعليق الجرس أمام الأعضاء حتى يشعروا بحاجات المواطن الإنسانية الدقيقة وحول ما يريده الرجل أو المرأة أو الشاب أو الفتاة حتى نعالج بعض القصور في تناول المجلس لمثل هذه القضايا الملحة. لا بد لنا أن نناقش معالجة الأزمات النفسية وعوامل الحزن والاكتئاب عند الاجتياح الإنساني لحل أية أزمة يتعرض لها المواطن. لا شك أننا نحتاج لكي نبحر في الواقع الجديد للمتطلبات نتيجة الأحوال والأوضاع العربية من حولنا وأن نضع نصب أعيننا كأعضاء لمجلس الشورى الوعي العام الذي وصلت إليه عقولنا وتعاملنا الإعلامي لكل مجريات الأمور من حولنا والنظر بعين الفحص والتدقيق لكل الغايات الإنسانية للمواطن والمواطنة. لقد ظل المواطن يشعر بأن مجلس الشورى يبتعد كثيرا عن قضية الأنسنة ولا بد له من الاقتراب للحاجيات الإنسانية للمواطن. نحن نعرف جميعا أن زعيم الحرب العالمية هتلر تعرف على مشكلة الهزيمة في نفوس الناس وحاول كثيرا لتحقيق مبتغياتهم الإنسانية واحتياجاتهم وكيفية التعامل مع الأزمات وأقام الأندية الاجتماعية والمراكز الإنسانية ومراكز الأحياء والترفيه عن الأبناء والبنات الصغيرات وتحقيق كل الحاجات الإنسانية حتى لا ينقم الناس على المجتمع. وهذا الرجل المصري الفقير يتناول سندويشات الفول دون كلل أو ملل لأكثر من نصف قرن من الزمان ولا يزال يواصل الضحك والتفاؤل وفي المقابل نجد أن من يملكون المليارات لا يستطيعون حتى الابتسامة! وأحسب أيضا أن دعوة مواطنين ومواطنات وشباب وفتيات ضرورة أخرى لحضور بعض جلسات مجلس الشورى بهدف الاقتراب من حاجياتهم ومعرفة أدق الأمور الإنسانية لهم، فقد تعود المجلس أن يستمع للكثير من الآراء التى تخدم الوطن والمواطنين، مقدما أغلى طاقات أعضائه وبصائرهم، ما يسدي لهذا الوطن ومواطنيه الكثير من الاحتياجات ويدعم أي المجلس كل رؤية نافذة وكل فكرة ناجزة. كيلا تغيب حاجاتنا الدقيقة عن مجلس الشورى. د. صالح بن إبراهيم النفيسي مستشار تنمية بشرية