يقرع اليوم جرس اختبارات الفصل الدراسي الأول لنحو 5 ملايين طالبة وطالب في جميع مناطق المملكة، ومع انطلاق الاختبارات يخرج سؤال من الدفاتر، فيما إذا كان الأسبوع الميت ساهم في تحصيل الطالبات والطلاب، خاصة أن الكثيرين منهم أمضوا هذا الاسبوع على الشواطئ والمولات التجارية غير عابئين بالاختبارات. وكانت إدارات التربية والتعليم أكدت على الطالبات والطلاب ضرورة الحضور في الأسبوع الأخير الذي يسبق الاختبارات وعدم الغياب، لافتة إلى أن الغياب سيفقد درجات من السلوك والمواظبة ما يؤثر على درجاتهم النهائية. وفي الوقت الذي شدد فيه مدير عام إدارة التربية والتعليم في منطقة مكةالمكرمة حامد السلمي على حضور الطالبات والطلاب في الأسبوع المنصرم ومواصلة دوامهم دون غياب، فقد أوضحت الشواهد غياب أعداد كبيرة من الطالبات والطلاب عن الحضور إلى مدراسهم، بعضه استغل الأسبوع الميت لمراجعة دروسه استعدادا للاختبارات فيما أمضى الكثيرون منهم أيام الأسبوع الميت على الشواطئ والمولات التجارية. «عكاظ» رصدت خلال جولة أمس عددا من مقاهي كورنيش جدة فشاهدت أعدادا كبيرة من الطلاب في المقاهي يتناولون طعام الإفطار، كما وجدت مجموعات كبيرة منهم على شاطئ البحر. وأجمع كل من ماهر الحربي وفواز نايف وأحمد جابر أن غيابهم يأتي جريا على العادة السنوية التي ينتهجها الطلاب في شتى أنحاء المدن مؤكدين أن غيابهم من أجل المذاكرة وزيادة التحصيل قبل انطلاق الاختبارات. وقال فارس زيني: لا يعلم والدي عن وجودي في كورنيش جدة برفقة زملائي وقد غادر إلى عمله مبكرا ظنا منه أنني أعكف على المذاكرة والاستعداد للاختبارات وبمجرد خروجه لملمت الأجهزة الإلكترونية التي أحتاجها وتوقف بي الحال في البحر الذي أجلس على شاطئه حتى قبيل صلاة الظهر مؤكدا أن التهديدات التي يطلقها مدير المدرسة ليست سوى كلام يذهب أدراج الرياح نسمعه في كل عام على حد قوله. وبين سعود حمزه فكرته في الغياب وقال: أحرص على الاسترخاء قبيل الاختبارات ولا يمكن أن أحضر إلى المدرسة وحيدا داخل الفصل في ظل غياب أغلب الطلاب لذا أضطر للغياب واستغلاله في المراجعة والتسلية وزيارة الأصحاب مشيرا إلى أن تساهل إدارة المدرسة وبعض المعلمين ساهم في غياب الطلاب وإصرارهم على تلك التصرفات في كل عام قائلا بعض المعلمين يلمح تلميحا بعدم الحضور ولم نعد نتجاهل تلك التلميحات ونعرف ماذا يقصد المعلم من خلال إسراعه في الانتهاء من المنهج الدراسي مبكرا وهذا مما يتيح لنا الغياب في الأسبوع الميت كما يحب أن يسميه الكثير من الطلاب. وأوضح أيمن جاسم وخليل محمد أن غيابهم لا يعني إهمالهم التحصيل الدراسي ولكن أسوة بزملائهم يرون أن في غيابهم مساواة لهم متفقين في نهاية الأمر وعلى حد قولهم أنهم في شوق دائم نهاية كل فصل دراسي لما أسموه الأسبوع الميت للمعلم والطالب ولا يمكن أن يسلكوا دروب الرفقة السيئة من خلال دخول المقاهي والتدخين وشرب المعسلات كما يفعل البعض بل يكتفون بالجلوس على ضفاف البحر والعودة لمنازلهم. وأوضح مدير عام التربية والتعليم في منطقة مكةالمكرمة حامد السلمي أن وزارة التربية والتعليم ومن خلال التعليمات الصادرة تشدد على أهمية حضور الطالبات والطلاب ومتابعة حضورهم حتى اليوم الأخير الذي يسبق الاختبارات. وقال السلمي يظل الغياب خلال الأسبوع الأخير هاجسا مقلقا مشيرا إلى أن الوزارة تحرص على تطبيق التعليمات الصادرة بحق الطلاب والطالبات الغائبين من خلال الحسم من درجات السلوك والمواظبة مؤكدا أهمية عدم التساهل في ذلك. وأوضح أن هناك دراسات عدة تتولى إعدادها لجان مختصة في وزارة التربية والتعليم ومن خلالها ستصل الوزارة إلى الحلول الجذرية التي تحد من تلك الظاهرة التي تفشت بين الطالبات والطلاب خلال الأعوام الماضية.