أقر نائب وزير العمل الدكتور مفرج بن سعد الحقباني بوجود صعوبات في توظيف خريجي الكليات النظرية في القطاع الخاص في ظل إغراق السوق بأعداد كبيرة من خريجيها، مبينا ان ما يصعب مهمة التوظيف تشبع الاجهزة الحكومية من العمالة وحاجة القطاع الخاص لأعداد أكبر من العمالة التقنية والمهنية وخصوصا من مستوى الدبلومات دون الجامعية. وأبان الحقباني أن احتياجات القطاع الخاص من العمالة تتركز بشكل كبير على المجالات التقنية والمهنية وبصورة أقل على المجالات الأدبية، مما يجعل هناك حاجة إلى إعادة تأهيل وتدريب كثير من خريجي الكليات الأدبية والإنسانية لتهيئتهم للعمل في القطاع الخاص. وأفاد نائب وزير العمل أن أحد أسباب مشكلة توظيف خريجي هذه الكليات وخريجي الجامعات عموما هو تفضيل كثير من هؤلاء الخريجين للعمل في القطاع الحكومي بدل قبول الفرص الوظيفية المتاحة في القطاع الخاص ولو كانت مطابقة لتخصصاتهم. وأضاف الحقباني»لا يمكن القول بأن الكليات الأدبية غير مرحب بها في القطاع الخاص، لكن المشكلة في كثرتها واستيعابها لأعداد كبيرة من الطلاب والطالبات بما يفوق حاجة سوق العمل». واستدرك نائب وزير العمل قائلا «لست مع إيقاف أو منع القبول في هذه الكليات ولكن لا بد من تنظيم القبول فيها بتشجيع الطلاب للالتحاق بالكليات التقنية والتطبيقية من جهة والحد من افتتاح المزيد من هذه الكليات وتحديد نسبة القبول بما يتفق مع حاجة سوق العمل وحاجة المجتمع من الجهة الأخرى». وأشار الحقباني إلى وجود تنسيق بين وزارة العمل ووزارة التعليم العالي والجامعات من خلال عضوية وزير العمل في المجلس الأعلى للجامعات الذي يناقش قضايا التعليم العالي بما في ذلك سياسات التعليم والقبول والتوسع في الكليات وغيرها من القضايا ذات العلاقة ويقر السياسات اللازمة. مؤكدا على وجود تواصل بين وزارة العمل ووزارة التعليم العالي والجامعات يتم من خلاله توفير معلومات وبيانات عن سوق العمل والفرص الوظيفية المتاحة في القطاع الخاص والتخصصات المطلوبة لمساعدة الجامعات والكليات في تحديد مساراتها ومجالات التوسع فيها. وأوضح نائب وزير العمل أن هناك معوقات تقف في وجه توظيف خريجي الكليات النظرية ابرزها تقلص الفرص الوظيفية في القطاع الحكومي وعزوف كثير من الخريجين عن العمل في المؤسسات الخاصة بسبب طبيعة وظروف العمل في هذا القطاع، مشددا على سعي الوزارة لتذليل هذه المعوقات من خلال تحفيز القطاع الخاص على توظيف السعوديين ومساعدة طالبي العمل في الحصول على تأهيل وتدريب يمكنهم من شغل الوظائف المتاحة في القطاع الخاص وكذلك من خلال دعم التدريب والتوظيف الذي يقدمه صندوق تنمية الموارد البشرية للراغبين في العمل في هذا القطاع.