كشف ل«عكاظ» الأمين العام المساعد للجودة والاعتماد في الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي في وزارة التعليم العالي الدكتور سعد بن سعيد الزهراني عن تبني الهيئة لمشروعين لتطوير جودة التعليم المقدم في الكليات الشرعية والأدبية بما يتلائم مع احتياجات سوق العمل. مبينا أن الهيئة بالتنسيق والتعاون مع التعليم العالي والجامعات السعودية تنفذ مشروعين لتحسين وتطوير نوعية التعليم المقدمة من خلال برامج الشريعة واللغة العربية في الجامعات السعودية، وذلك من خلال الاستنارة بجهود المتخصصين في تلك البرامج للتوصل إلى نواتج للتعلم تكون بمثابة الحد الأدنى لخريجي هذه التخصصات، مؤكدا أن الهدف من هذا المشروع تحسين برامج الكليات والارتقاء بمستوى مخرجاتها، بما يتوافق مع رسالة تلك البرامج، ويتماشى مع هوية المجتمع السعودي المسلم بسياقها الشرعي والثقافي والاجتماعي والتاريخي، ويتناسب وطبيعة برامج الشريعة واللغة وما يقدم فيها من معارف ومدارك ومهارات، وكل ذلك من أجل الوصول بخريجها إلى أعلى المستويات وفق المعايير الأكاديمية وذلك لسهولة توظيفهم حال تخرجهم. وشدد الزهراني على أن المشروع الأول يهدف إلى بناء أفضل ما يمكن من نواتج تعلم محددة تناسب برامج الشريعة وتضمن جودتها وتحسين مخرجاتها، خدمة لبرامج الشريعة وسعيا لتميز خريجيها وقيامهم بخدمة وطنهم ومجتمعهم بكفاءة عالية في شتى الميادين المتعلقة بتخصصهم، بما في ذلك الإفتاء والقضاء والتحقيق والادعاء والمحاماة والتعليم والاستشارات الشرعية في شؤون الاقتصاد والطب وغيرها من مناحي الحياة التي لا يستغني عنها أي مجتمع من المجتمعات. وأفاد الزهراني أن المشروع يتضمن عددا من الخطوات الإجرائية العملية بدأت بالتعرف على واقع الخطط الدراسية لبرنامج الشريعة في الجامعات السعودية، وبعض الجامعات العربية والعالمية، تبعها استقراء شامل للمعايير الأكاديمية لدى الجهات المعنية داخل المملكة وخارجها، وذلك عن طريق الاجتماعات المباشرة، وورش العمل، وحلقات النقاش المشتركة، والزيارات لبيوت الخبرة والجامعات وجهات التوظيف، ونخبة من أعضاء هيئة التدريس في برامج الشريعة، إلى جانب نخبة من الخريجين والمهتمين والمتخصصين من خارج البرامج. وأضاف «توج العمل بإعداد نواتج تعلم مستهدفة تم تحكيمها بواسطة لجنة من الخبراء المختارين بعناية في مختلف التخصصات، حيث كان منهم متخصصون شرعيون، وخبراء في الجودة وفي عدد من التخصصات ذات العلاقة». وشدد الزهراني على أهمية الاهتمام بجودة برامج اللغة العربية في الجامعات السعودية، مؤكدا على أن اللغة العربية هي لسان الأمة، ووعاء ثقافتها، ووجه مهم من وجوه هويتها، وهي عنوان تميزها عن غيرها من الأمم وسواها من الحضارات. وأبان الزهراني أن مشروع الهيئة يأتي ليضع الآليات الجيدة للتحقق من مستوى مخرجات برامج اللغة العربية، من خلال التركيز على نواتج التعلم المتوقعة، والاستعانة بالخبراء المختصين في مجالات اللغة العربية، مع الاستفادة من شركاء استراتيجيين يهمهم أمر برامج اللغة العربية وفي مقدمتهم وزارة التعليم العالي ووزارة التربية والتعليم. مشيرا إلى أن المشروع يهدف إلى تحقّيق القدرات المعرفية والمهارية في الكتابة، والقراءة، والخطاب، بالإضافة إلى تحديد نواتج التعلم المتوقعة في برامج اللغة العربية. واستبعد الزهراني أن يتم إقفال أو إلغاء القبول أي كلية نظرية.