أكد ل «عكاظ» المدرب الوطني فرج الطلال مكتشف الحارس الدولي السابق وعميد لاعبي العالم الكابتن محمد الدعيع، أن الإمكانات الكبيرة التي تمتع بها الحارس محمد الدعيع طوال تاريخه الحافل، هي من جعلت منه أسطورة كروية كبيرة، ستظل راسخة في ذاكرة الرياضة السعودية والعربية والعالمية، فما قدمه هذا العملاق طوال تاريخه الحافل بالمشاركات والإنجازات الكثيرة التي حققها، دليل كبير على ما يتمتع به هذا النجم من موهبة كبيرة راهنت على نجاحها، وبالفعل حاز من خلال مشواره الطويل في الملاعب على كل الألقاب والإنجازات سواء كانت هذه الألقاب مع المنتخب السعودي بدرجاته المختلفة أو مع نادي الهلال. ويعود المدرب الوطني فرج الطلال بالذاكرة إلى بدايات اكتشافه للحارس الأخطبوط محمد الدعيع، فقال: «كنت في منتصف الثمانينيات الميلادية مدربا لناشئي نادي الطائي، وبعد الفراغ من أحد التمارين توجهت إلى الصالة المغطاة بالنادي لمتابعة مباراة كرة يد بين ناشئي الطائي وناشئي الجبلين لكرة اليد، وأثناء المباراة لفت نظري محمد الدعيع وكان حارس كرة اليد بفريق الناشئين، فقد كان يتمتع بمواصفات كبيرة ويملك شجاعة متناهية ومرونة عالية، بالإضافة إلى سرعة بديهته وتكوينه الجسماني الممتاز، وبعد نهاية المباراة توجهت إليه وطلبت منه الانتقال إلى حراسة مرمى ناشئي الطائي لكرة القدم، وقد وجد طلبي هذا الرفض من قبل مساعدي في تلك الفترة المدرب فهد العنبر رحمه الله، وهو ابن خال الحارس محمد الدعيع، وكان سبب رفضه أنه مازال صغيرا في السن، ولكن بعد إصرار شديد مني قبل بانتقاله إلى حراسة مرمى فريق الطائي للناشئين، وبدأ الدعيع رحلة النجاح من خلال مباراة الصعود للناشئين وكانت أمام نادي الجبلين، وقدم خلال هذه المباراة مستوى كبيرا تأهل من خلاله الطائي على حساب الجبلين، وبعد ذلك غادرنا إلى الرياض لملاقاة الهلال، وفي هذه المباراة كان محمد الدعيع هو نجم المباراة الأوحد على الرغم من فارق الإمكانات بين ناشئي الطائي وناشئي الهلال في تلك الفترة، ولكن ولج مرمانا هدف وحيد في تلك المباراة تأهل من خلاله الهلال، وكان هذا الهدف من خطأ الحارس محمد الدعيع، وبعد نهاية المباراة أجهش اللاعب بالبكاء لتسببه في خسارة الطائي، وبعد أن قام الجهاز الإداري والفني واللاعبين بتهدئته، همست في أذنه بأنك تملك إمكانات كبيرة وستكون الحارس الأول على مستوى المملكة، ولكن بشرط أن تعمل على تطوير مستواك، وأن تواظب على أداء التمارين، وأن تجعل تركيزك منصبا على الملعب فقط، وألا تلتفت لما هو خارج الملعب، وبالفعل استدعي الحارس محمد الدعيع للمنتخب السعودي للناشئين كحارس احتياطي ثالث وكان في كل مرة يتم استبعاده حتى أصيب أحد حراس المنتخب السعودي للناشئين، وعلى الفور تم ضمه كحارس لمنتخب الناشئين، فكانت هذه هي الانطلاقة الحقيقية لهذا الأسطورة، والتي شارك من خلالها مع المنتخب السعودي للناشئين في كأس العالم عام 89م في أسكتلندا، والتي حققها المنتخب السعودي للناشئين، وكان لهذا الحارس العملاق الدور الكبير في تحقيق اللقب الأغلى والأكبر في تاريخ الكرة السعودية». وتابع، «كان محمد الدعيع اللاعب رقم واحد في نادي الطائي وكان له الدور الأبرز في تألق الطائي في الدوري الممتاز وبقائه عدة سنوات في دوري الأضواء قبل انتقاله إلى نادي الهلال، والذي حقق معه الكثير من الإنجازات والبطولات فأصبح رمزا هلاليا كبيرا وها هو اليوم يحتفي الهلال به في حفل اعتزال ضخم وبحضور أحد أعرق الأندية العالمية، فهو يستحق أن يقام له حفل اعتزال بمشاركة الجميع وليس الهلال فقط، فقد قدم الدعيع طوال مشواره الرياضي الكثير من الإنجازات والبطولات للكرة السعودية، ومن الواجب على الجميع الاحتفاء به وتكريمه في ليلة وداعه». وردا على سؤال «عكاظ» حول توجيه محمد الدعيع دعوة له لحضور حفل اعتزاله قال: «بكل تأكيد لقد بادر محمد الدعيع بالاتصال بي ودعوتي لحضور حفل اعتزاله فهو ابن بار ويملك وفاء نادرا لا تجده في كثير من اللاعبين، ولكنني اعتذرت منه نظرا لظروفي الصحية الصعبة والتي تمنعني من حضور حفل اعتزاله على الرغم من أمنيتي بأن أحضر في يوم وداع هذا الأسطورة والذي سيظل أحد أبرز اللاعبين الذين أنجبتهم الكرة السعودية».