تنبع قرارات المملكة العربية السعودية من منطلق إحساسها بالمسؤولية، لمكانة المملكة وحجمها بين دول العالم بصفة عامة، وعالمنا العربي والإسلامي بصفة خاصة، وهذا يعكس ما تمثله المملكة من ثقل سياسي واقتصادي يجعلها من صناع القرار في العالم. وما يصدر عن رموز المملكة سواء في الماضي البعيد أو الماضي القريب أو الحاضر إنما هو يأتي من منطلق تحمل المملكة لكامل المسؤوليات المبادرة دائما في وضع الحلول السلمية والمساهمة في استقرار دول وشعوب العالم، فالجهود التي تبذلها المملكة على سبيل المثال داخل منظمة الأوبيك لاستقرار سعر برميل النفط عند الحد والسعر المقبول إنما هو قرار يخدم مصالح كافة الدول الصناعية وشعوب العالم ليضمن أن تكون السلع في متناول الجميع وضمن الحد المعقول. إن المملكة منذ تأسيسها تميزت بالحكمة والنهوض والبناء، والمواطن السعودي استحوذ على جل اهتمام الدولة، التي كانت تسعى لتحقيق رفاهيته كما اتسمت سياسة المملكة بالعطاء ومد يد المساعدة للقريب والبعيد فمواقفها الإنسانية وأياديها البيضاء امتدت لكافة شعوب العالم على اختلاف أعراقهم وأديانهم. إن المملكة تمتلك سجلا إنسانيا فريدا لا ينافسها فيه أحد، مليء بالعطاءات الخيرة والمواقف الإنسانية التي تدعم الاستقرار والأمن في العالم، إن هذا الدور للمملكة ليس بجديد أو غريب عليها فهو مرتبط بها منذ تاريخ تأسيسها، ورموز هذا الوطن، لهم بصماتهم التي لا تمحى والمدونة جيدا في ذاكرة التاريخ، والمملكة هي السباقة دائما في كافة المبادرات التي تطرح على الساحة السياسية من أجل سعادة الشعوب العربية وضمان أمنها واستقرارها. وما الموقف الذي صدر عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله في القمة الخليجية الأخيرة بالرياض إلا تتويج لمساعي المملكة وجهودها الدائمة من أجل لم الشمل العربي وتحقيق الوحدة والقوة لدول الخليج وخاصة في هذه الظروف التي تمر بها المنطقة العربية والعالم ودول الخليج بشكل خاص، التي تتعرض للأخطار للنيل من استقرارها وأمنها وضياع منجزاتها وتعطيل مسيرة النهوض والتنمية بها، فدول الخليج هدف كبير ومطمع كبير لأعدائها المتربصين بها، فهي دول تمتلك ثروات طبيعية وبترولية ضخمة، والمجتمع الخليجي يعتبر كيانا واحدا يمتلك نسيجا اجتماعيا واحدا من حيث تركيبته الأيديولوجية ومن حيث الموروث الاجتماعي والديني والعادات والتقاليد والأعراف.. وغيرها من الأمور المشتركة. إن القرار الذي صدر عن خادم الحرمين الشريفين في القمة إنما هو القرار المناسب في الوقت المناسب. ولطالما كانت المملكة حريصة على التقارب بين الأشقاء العرب والمسلمين ولطالما أصدرت القرارات والمبادرات لتحقيق ذلك ولحل الأزمات المستعصية، ولطالما كانت صاحبة الخطوة الأولى، وصاحبة القرار. «إن القرارات الكبيرة لا تصدر إلا من الكبار». إن إنجازات المملكة وسجلها الإنساني في ذاكرة التاريخ وبين سطوره وصفحاته تظل في ذاكرة لا تضعف أبدا، وإن ضعفت ذاكرة بعض البشر.