شهد عام 2011 تراجعا ملموسا في عدد الوفيات وعدد حالات العدوى الجديدة جراء أمراض الإيدز والسل والملاريا وفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية. لكن المنظمة أعربت عن قلقها من دراسات وتجارب قامت بها مؤسسات بحثية لمعرفة ما إذا كانت التغيرات التي تطرأ على فيروس H5N1 المعروف بأنفلونزا الطيور، يمكن أن تجعله أكثر قدرة على الانتقال بين البشر، نظرا لما تمثله هذه التجارب من أخطار محتملة على الصحة العامة أو سوء الاستخدام وما قد تمثله من عواقب سلبية محتملة. ولفتت إلى أن أنفلونزا الطيور لا تصيب البشر عادة ولكن عندما تصيبهم فإن 60 بالمائة من المصابين يلقون حتفهم الأمر الذي يثير القلق من انتشاره بسهولة بين البشر. ورأت أن الأبحاث التي يمكن أن تقدم فهما أفضل وأكبر لهذا الفيروس يمكنها أن تستمر، ولكن التجارب التي قد تؤدي إلى زيادة خطورة الفيروس يجب أن تتوقف على الفور وأن يتم تقدير وتحديد فوائد وأضرار التجارب قبل البدء بها. أنفلونزا الطيور ورأى الدكتور محمد عبد الرحمن حلواني استشاري مكافحة العدوى أن التحذير الذي أطلقته منظمة الصحة العالمية بشأن عودة مرض أنفلونزا الطيور في بعض الدول الآسيوية يحتم عليها تفعيل خطط مواجهة المرض، وخصوصا أن الفيروسات تمتلك خاصية التحور الجيني، وبالتالي فإن إصابة الإنسان بالفيروس واردة في حالة الاحتكاك بالطيور المصابة ولا سيما الدواجن. وأضاف «أنفلونزا الطيور هو مرض فيروسي معد عادة ما يصيب الطيور وفي بعض الأحيان قد تنتقل الفيروسات المسببة من الطيور إلى الإنسان، ونوع الفيروس المسبب لأنفلونزا الطيور يعرف باسم H5N1 والذي يتميز بقدرته على قتل الطيور فيما لو أصيبت به وهو يتبع فيروس الأنفلونزا النوع A، أما أعراض المرض في الطيور فتتمثل في الضعف العام والإسهال الشديد، ظهور صعوبات في التنفس، انتفاخ في الرأس، خروج إفرازات من الأنف وظهور إفرازات مائية حول ومن العين ومن ثم الوفاة». وعن سؤالنا حول خطورة المرض على صحة الإنسان أوضح الدكتور حلواني أن انتشار وباء أنفلونزا الطيور H5N1 بين الطيور يسبب مشكلتين على صحة الإنسان: أولا: إن فيروس H5N1 هو من الفيروسات الحيوانية والتي لا يحمل الإنسان ضدها أي مناعة، وبالتالي إذا انتقلت هذه الفيروسات إلى الإنسان من الطيور سببت مرض خطير قد تسوء فيه حالة المريض بسرعة خلال أيام، وقد يؤدي ذلك إلى مضاعفات كالتهاب رئوي وفشل القلب والرئة. ثانيا: وهو الوضع الأخطر فإن فيروس H5N1 إذا أخذ الفرصة في الانتشار، فمن الممكن أن يتغير جينيا وبالتالي يصبح من السهل انتقاله ليس فقط من الطيور إلى الإنسان بل من الإنسان إلى الإنسان . وعن طرق انتقال العدوى إلى الإنسان يواصل الدكتور حلواني: تنتقل العدوى عن طريق الاتصال المباشر بالطيور أو مخلفاتها وحتى الآن فإن معظم حالات الإصابة عند الإنسان حصلت في مزارع الدواجن والطيور المصابة تخرج كميات هائلة من الفيروس عن طريق البراز وبالتالي فإن انتقاله إلى الإنسان يكون عن طريق ملامسة الطيور والدجاج ومخلفاتها وريشها أو عن طريق ذبحها وتنظيفها أو السباحة في الماء الملوث بفضلاتها. الوقاية من المرض وفي سياق متصل، أوضح استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور خالد عبيد باواكد أن عدوى أنفلونزا الطيور لا تنتقل من أكل الدجاج أو الطيور لأن الفيروس لا ينتقل عن طريق الطيور المطهية جيدا، ولكن يجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة، ومنها المحافظة على النظافة بصفة عامة وخاصة غسل اليدين مرارا عند إعداد الطعام وبعده، وفصل تام بين لحم الطيور النيئ والمطبوخ، وطبخ لحم الطيور جيدا وعدم أكله نصف مطبوخ، ووضع الطعام في مكان بارد وعدم خلط مكان تنظيف الطيور مع النشاطات الأخرى في المطبخ مثل تقطيع الخضار، واستخدام ماء نظيف في عملية غسل لحم الطيور المراد طبخها والخضراوات. وعن وجود تطعيم ضد وباء أنفلونزا الطيور لفت الدكتور باواكد إلى أنه لا يوجد تطعيم ضد فيروس H5N1 في الوقت الحالي ولكنه تحت التطوير، وتطعيم الأنفلونزا البشرية (الموسمية) متوفر وينصح بأخذه للجميع سنويا، ولكن يوجد أدوية لعلاج أنفلونزا الطيور وهي نوعان من الأدوية أثبتت فعاليتها، وهذه الأدوية ممكن أن تقلل من حدة المرض فيما لو أعطى في بداية الأعراض.